الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل: [في فضل أهل البيت]

صفحة 12 - الجزء 1

  لَهُ فِيها حُسْناً}⁣[الشورى: ٢٣] قال: المودّة في آل الرسول ÷.⁣(⁣١) وفي قوله {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى}⁣[الضحى: ٥] قال: رضى محمد ÷ أن يدخل أهل بيته الجنة.

  وروى بإسناده عن علي بن جعفر قال: سألت الحسن عن قول الله ø: {كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ} قال: (المشكاة) فاطمة، (والمصباح) الحسن، والحسين: {الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} قال: كانت فاطمة & ككوكب دريّ من بين نساء العالمين: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ} فالشجرة المباركة إبراهيم: {لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ}: لا يهودية ولا نصرانية، {يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ} قال: يكاد العلم أن ينطق منها، {وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ} قال: فيها إمام بعد إمام: {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ}⁣[النور: ٣٥] قال: يهدي الله ø لولايتنا من يشاء⁣(⁣٢).

  وروى بأسانيده إلى الأعمش قال: بعث إليّ أبو جعفر المنصور⁣(⁣٣) فقلت للرسول: لما يريدني أمير المؤمنين؟ فقال: لا أعلم، فقلت: أبلغه أني آتيه، ثم تفكّرت في نفسي، فقلت: ما دعاني في هذا الوقت لخير، ولكن عسى أن يسألني عن فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # فإن أخبرته قتلني، قال:

  فتطهّرت ولبست أكفاني وتحنطت ثم كتبت وصيتي ثم صرت إليه فوجدت عنده


(١) المناقب ٢٦٣، ومجمع البيان ٩/ ٤٩، وتفسير القرطبي مج ٨/ ١٦ / ١٧، وشواهد التنزيل ٢/ ١٤٧. ومسند أحمد ١/ ٤٢٥ رقم ١٧١٩، ومجمع الزوائد ٩/ ١٢٥، والطبراني في الكبير ٣/ ٧٩.

(٢) المناقب ص ٢٦٣.

(٣) عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الدوانيقي ولد سنة ٩٥ هـ. تولى الخلافة سنة ١٣٦ هـ. وكان من المسرفين في قتل أهل البيت، وقتل من قريش ومضر واليمن والعجم والفقهاء والشعراء الكثير. توفي سنة ١٥٨ هـ. ينظر المسعودي ٣/ ٢٩٣، والأعلام ٤/ ١١٧.