إلى قوله تعالى: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}⁣[الأحزاب: ٣٥]، وقال تعالى: {وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ} إلى قوله تعالى: {أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ}⁣[النور: ٦١] وقال: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً}⁣[يوسف: ١٠٠] وإنما كانت خالته، وقال النبي ÷: «الخالة والدة، والخال والد يرث ماله ويفك عانيه».

  وأما قولك: لو كان الله اختار لهن لكانت آمنة أم النبي ÷ أقربهن رحما، فهل أنبأتك أن الله اختار لهن أو لأحد من خلقه ذكرا أو أنثى على قرابته فتحتجّ عليّ به؟ ما اختار الله أحدا من خلقه، ولا اختار له إلا على السابقة والطاعة، وكانت هذه حالة أبي علي بن أبي طالب #، وأمي فاطمة بنت محمد، لم تكفر بالله قط، ولذلك قال لإبراهيم #: {إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً. .}⁣[البقرة: ١٢٤] إلى آخره، وأما فاطمة بنت عمرو⁣^(⁣١) أم أبي طالب وعبد الله والزبير وولادتها إياي، فكيف أنكرت ذلك وأنت تحتج بالعصبة والعمومة ولم يجعل الله للعباس من قرابة العمومة شيئا لم يجعله لأبي طالب.

  وأما قولك: إنكم حزتم بأبيكم وراثة⁣^(⁣٢) رسول الله ÷ دوننا فأخبرني أي الميراث حازه العباس لكم دوننا؟ الخلافة دون المال! أو المال دون الخلافة! أو الخلافة والمال معا، فإن قلت: الخلافة دون المال! فيجب على القياس أن تقسم الخلافة على قسم المواريث للذكر مثل حظ الأنثيين، فالولد⁣^(⁣٣) أحق بها من العم، والأخ أولى من العم، فإن جاز ذلك فلم ورثتها دون عمومتك، وهم أولى بالكبر منك ومن أخيك، ولم ورثت أخاك دون ولده إلى كلام طويل.

  وذكر في آخر هذا الجواب: ولست أراه يسعني إلا مجاهدتك، فإن

(١) في (أ): عمر.

(٢) في (ج): ورثة.

(٣) في (أ): فالوالد.