الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل: [في فضل أهل البيت]

صفحة 15 - الجزء 1

  لا تحزن ولا تغتمّ، الصبيّان فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة، وهما في الجنة وقد وكّلت بهما ملكا يحفظهما إذا ناما وإذا قاما، ففرح رسول الله ÷ فرحا شديدا، ومضى جبريل عن يمينه والمسلمون حوله حتى دخل حظيرة بني النجار، فسلم على ذلك الملك الموكل بهما، ثم جثى النبي ÷ على ركبتيه وإن الحسن معانق للحسين وهما نائمان وذلك الملك قد جعل أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما، وعلى كل واحد منها دراعة من شعر أو صوف، والمداد على شفتيهما فما زال النبي ÷ يلثمهما حتى استيقظا، فحمل النبي ÷ الحسن، وحمل جبريل الحسين، وخرج النبي ÷ من الحظيرة.

  قال ابن عباس: وجدنا الحسن عن يمين النبي ÷ والحسين عن يساره وهو يقبلهما ويقول: «من أحبّكما فقد أحبّ رسول الله، ومن أبغضكما فقد أبغض رسول الله ÷» فقال أبو بكر: يا رسول الله أعطني أحدهما أحمله، فقال له رسول الله ÷: نعم المحمولة ونعم المطية تحتهما، فلما أن صارا إلى باب الحظيرة لقيه عمر، فقال له مثل مقالة أبي بكر، فرد عليه رسول الله ÷ كما ردّ على أبي بكر فرأينا الحسن متشبّثا بثوب رسول الله ÷ متكئا على رسول الله فدخل النبي ÷ المسجد فقال: «لأشرفنّ ابنيّ اليوم كما شرفهما الله»، فقال: يا بلال عليّ بالناس، فنادى بهم فاجتمع الناس فقال النبي ÷: «معشر أصحابي بلغوا عن نبيكم ÷ سمعنا رسول الله ÷ يقول:

  ألا أدلكم اليوم على خير الناس جدّا وجدة؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه قال:

  عليكم بالحسن والحسين، فإن جدّهما محمد رسول الله، وجدّتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة. هل أدلكم على خير الناس أبا وأمّا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عليكم بالحسن والحسين فإن أباهما علي بن أبي طالب وهو خير منهما شابّ يحبّ الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ذو المنفعة والمنقبة في الإسلام، وأمّهما فاطمة بنت رسول الله ÷ وهي سيدة نساء أهل الجنة.