الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل: [في فضل أهل البيت]

صفحة 14 - الجزء 1

  وأهل المسجد حضور، فجلست فلم أر أحدا منهم يتكلم توقيرا لإمامهم فإذا بصبيين قد دخلا المسجد فلما نظر إليهما الإمام قال: ادخلا مرحبا بكما، ومرحبا بمن سميتكما بأسمائهما، واللّه ما سميتكما بأسمائهما إلا بحب محمد وآل محمد، فإذا أحدهما يقال: له الحسن، والآخر الحسين.

  فقلت: فيما بيني وبين نفسي قد أصبت اليوم حاجتي ولا قوة إلّا باللّه، وكان شابا إلى جنبي فسألته من هذا الشيخ؟ ومن هذان الغلامان؟ فقال: الشيخ جدهما وليس في هذه المدينة أحد يحب عليّا # غير هذا الشيخ، ولذلك سماهما الحسن والحسين فقمت فرحا، وإني يومئذ لصارم لا أخاف الرجال، فدنوت من الشيخ فقلت: هل لك في حديث أقرّ به عينك؟ قال: ما أحوجني إلى ذلك وإن أقررت عيني أقررت عينك.

  فقلت: حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن رسول الله ÷ فقال لي: من والدك؟ ومن جدك؟ فلما عرفت أنه يريد أسماء الرجال، قلت محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس قال: إنا كنا مع رسول الله ÷ فإذا فاطمة & قد أقبلت تبكي، فقال النبي ÷: ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت يا أبتاه:

  إن الحسن والحسين قد غبرا، وقد ذهبا منذ اليوم ولا أدري أين هما، وإن عليّا يمشي على الدالية منذ خمسة أيام يسقي البستان، وإني قد طلبتهما في منازلك فما أحسست لهما أثرا، وإذا أبو بكر عن يمينه فقال يا أبا بكر: قم فاطلب قرة عيني، ثم قال: قم يا عمر فاطلبهما، يا سلمان، يا أبا ذر، يا فلان، يا فلان، قال: فأحصينا على رسول الله ÷ سبعين رجلا بعثهم في طلبهما وحثّهم، فرجعوا ولم يصيبوهما فاغتمّ النبي ÷ لذلك غمّا شديدا، ووقف على باب المسجد وهو يقول: بحق إبراهيم خليلك، وبحق آدم صفيك إن كانا قرتي عيني وثمرة فؤادي أخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلّمهما، فإذا جبريل # قد هبط فقال: يا رسول الله، إن الله يقرئك السلام ويقول لك: