الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل: [في فضل أهل البيت]

صفحة 19 - الجزء 1

  أغلق الباب، ولا تدع أحدا يدخل علينا، ثم ضرب بيده إلى قميصه فنزعه، فإذا جسده جسد خنزير، فقلت يا أخي: ما هذا الذي أرى بك؟! قال: كنت مؤذن القوم، وكنت إذا أصبحت ألعن عليّا # ألف مرة بين الآذان والإقامة، قال:

  فخرجت من المسجد ودخلت داري هذا، وهو يوم جمعة، وقد لعنته أربعة آلاف مرة، ولعنت أولاده، فاتكأت على الدكان فذهب بي النوم، فرأيت في منامي كأنما أنا بالجنة قد أقبلت، فإذا علي # فيها متكئ، والحسن والحسين @ معه متكئان، بعضهم ببعض مسرورين، تحتهم مصلّيات من نور، وإذا أنا برسول الله ÷ جالس والحسن والحسين قدامه وبيد الحسن كأس، فقال ÷ للحسن: اسقني، فشرب، ثم قال للحسن: اسق أباك عليّا فشرب، ثم قال للحسن: اسق الجماعة، فشربوا، ثم قال: اسق المتكئ على الدكان، فولى الحسن بوجهه عني، وقال يا أبت: كيف أسقيه وهو يلعن أبي في كل يوم ألف مرة، وقد لعنه اليوم أربعة آلاف مرة، فقال ÷: مالك - لعنك الله - تلعن عليّا، وتشتم أخي لعنك الله، وتشتم أولادي الحسن والحسين، ثم بصق النبي ÷ فملأ وجهي وجسدي، فانتبهت من منامي فوجدت موضع البصاق الذي أصابني من بصاق النبي ÷ قد مسخ كما ترى وصرت آية للسائلين.

  ثم قال يا سليمان: سمعت في فضائل عليّ # أعجب من هذين الحديثين، يا سليمان «حب علي إيمان، وبغضه نفاق، لا يحب عليا إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا كافر»، قلت: يا أمير المؤمنين، لي الأمان؟ قال: لك الأمان.

  قال: قلت فما تقول يا أمير المؤمنين في من قتل هؤلاء؟ قال: في النار. لا أشك، فقلت: فما تقول فيمن قتل أولادهم وأولاد أولادهم، قال: فنكّس رأسه ثم قال: يا سليمان، الملك عقيم، ولكن حدّث في فضائل علي # بما شئت، قال:

  قلت فمن قتل ولده فهو في النار؟ قال عمرو بن عبيد: صدقت يا سليمان، الويل لمن قتل ولده، فقال المنصور: يا عمرو، أشهد عليه أنه في النار؟ فقال