ذكر طرف من أخباره وبيعته #:
  عمه وزوج ابنته، ثم خذل وجرح وسمّ سبطه الأكبر أبو محمد، ثم قتل سبطه الأصغر أبو عبد الله مع ثمانية عشر من أهل بيته الأدنين في مقام واحد، ثم على أثر ذلك نبش وصلب وأحرق بالنار ولد ولده(١)، ثم هم بعد ذلك يقتّلون ويطردون ويشردون في البلاد إلى هذه الغاية، قتل كبارهم، وأوتم صغارهم، وأرملت نساؤهم، سبحان الله! ما لقي عدو من عدوّه ما لقي أهل بيت نبيكم منكم من القتل والخوف والصلب، وليس فيكم من يغضب لهم إلا هزؤا بالقول، وإن غضبتم زعمتم وقمتم معهم كي تنصروهم لم تلبثوا إلا يسيرا حتى تخذلوهم وتفرقوا عنهم، فلو كان محمد ÷ من السودان البعيدة أنسابهم، المنقطعة أسبابهم إلا أنه قد جاوركم لوجب عليكم حفظه في ذريته، فكيف وأنتم شجرة هو أصلها، وأغصان هو فرعها، تفخرون على العجم، وتصولون على سائر الأمم، وقد عاقدتموه وعاهدتموه أن تمنعوه وذريته مما تمنعون من أنفسكم وذراريكم، فسوأة لكم ثم سوأة، بأي وجه تلقونه غدا، وبأي عذر تعتذرون إليه؟ أبقلة؟ فما أنتم بقليل، أفتجحدون؟ فذلك يوم لا ينفع جحد، ذلك يوم تبلى فيه السرائر، أم تقولون: قتلناهم فمصدقون، فيأخذكم الجليل أخذ عزيز مقتدر، لقد هدمتم ما شيّد الله من بنيانكم، وأطفأتم ما أنار من ذكركم، فلو فعلت السماء ما فعلتم لتطأطأت إذلالا، أو الجبال لصارت دكا، أو الأرض لمارت مورا، إني لأعجب من أحدكم يقتل نفسه في معصية الله ولا ينهزم، يقول بزعمه لا تتحدثنّ نساء العرب بأني فررت، وقد تحدثت نساء العرب بأنكم خفرتم أمانتكم ونقضتم عهودكم، ونكصتم على أعقابكم، وفررتم بأجمعكم عن أهل بيت نبيكم، فلا أنتم تنصرونهم للديانة وما افترض الله عليكم، ولا من طريق العصبية والحمية، ولا لقرب جوارهم وتلاصق دارهم منكم، ولا أنتم تعزلونهم فلا
(١) في (أ): ولده وولد ولده.