الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل: [في فضل أهل البيت]

صفحة 21 - الجزء 1

  السبت سادس ذي القعدة من سنة ثمانين وخمسمائة خسف الله تعالى بداره، فوقعت هي والقنطرة وجميع المسنّاة إلى دجلة، وتلف منه فيها جميع ما كان يملك من مال وأثاث وقماش، فكانت هذه المنقبة من أطرف ما شوهد يومئذ من مناقب آل محمد À، فقال علي بن محمد بن الشرفيّة في ذلك اليوم في هذا المعنى:

  يا أيها العدل الذي ... هو عن طريق الحق عادل

  متجنبا سبل الهدى ... وإلى سبيل الغي مائل

  أبمثل أهل البيت يا ... مغرور ويحك أنت هازل

  دع عنك أسباب الخلا ... عة واستمع مني الدلائل

  بالأمس حيث جحدت من ... أفضالهم بعض الفضائل

  وجريت في سنن التمرّ ... دلست تسمع عذل عاذل

  نزل القضاء على ديا ... رك في صباحك شرّ نازل

  أضحت ديارك سائخا ... ت في الثرى خسف الزلازل

  وبقيت يا مغرور في ال ... دّارين لن تحظ بطائل

  هذا الجزاء بهذه الدّ ... نيا غدا ما أنت قائل

  وهذه القصيدة مذكورة في نسخة المناقب⁣(⁣١) وهي لنا مسموعة.

  ومن كتاب السفينة للحاكم⁣(⁣٢) الإمام رضى اللّه عنه وقد أخبرنا به الفقيه الأجل


(١) المناقب ص ٣٤٩.

(٢) هو أبو سعيد المحسن بن كرامة الجشمي البيهقي الحاكم ينتهي نسبه إلى محمد بن الحنفية ولد سنة ٤١٤ هـ ونشأ نشأة كريمة تليق بمكان أسرته بإقليم خراسان، شهرته تغني عن التعريف به فهو علامة عصره وفريد دهره في علم التفسير والعدل والتوحيد، كتبه شاهدة له بالتقدم والتبريز، كان معتزليا في الأصول وحنفيا في الفروع، لكنه تحول إلى مذهب الزيدية، وتوفي شهيدا بالبلد الحرام بسبب كتابه (رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس) وله التهذيب في التفسير قيل إن الكشاف مأخوذ منه بزيادة تعقيد، وله تنبيه الغافلين عن فضائل أمير المؤمنين، وعيون المسائل وشرحه، والمؤثرات، والإمامة، وتنزيه الأنبياء والأئمة، وجلاء الأبصار في تأويل الأخبار، والسفينة، والرسالة الغراء، =