بيعته # ونبذ من سيرته في ولايته ومدة ظهوره
  يخوض غمار الموت نحو عدوه ... له سطوة معروفة ومناقب
  جريء على الهول العظيم مصمم ... حليف اللقا قد كدّحته النوائب(١)
  وفي الحكاية: أنه # لما بايعه أبو العتاهية واستقر في صنعاء، وكره الجفاتم وغيرهم دخوله صنعاء، واصطفوا قدّام داره وهو في مجلسه مشرف عليهم، فأتاه أبو العتاهية فقال: يا ابن رسول اللّه لا تعجل فإني أرجو أن تؤول الأمور إلى المحبوب، فقال له: أنفذ إليهم فاصرفهم عن موضعهم فوالله لئن برزت إليهم لأنظمنهم في رمحي كما ينظم الجراد في العود، فرجع أبو العتاهية إليهم فناشدهم الله فلم يقبلوه ورموه بالحجارة والنبل، واجتمع معهم من الغوغاء وأهل الباطل عشرة آلاف رجل وستمائة فارس بالجفاتم، ثم وقع القتال بالقرب من دار الهادي، جعلوا يرمون كوا في مجلس الهادي بالنشاب والنبل، فأتى أبو العتاهية إلى الهادي # فقال: اركب جعلت فداك، فركب الهادي # وأمر ابنه أبا القاسم فركب وأمر أصحابه بالركوب فخرج الهادي من داره فلما عاينه القوم وكانوا قد هزموا أصحابه حتى أدخلوهم الدار ورجعوا إلى موضعهم وحقق عليهم الهادي، وحمل عليهم وحده ومعه رجل من أصحابه، فلما قاربا القوم وقف عنه صاحبه، ومضى الهادي فطعن أول من لقيه من القوم فقتله، ثم طعن أخر، ثم طعن أخر، حتى طرح منهم ثلاثة رجال من خيارهم، ثم لحق الخيل فطعن فارسا منهم فطرحه، وكان طعنه لهؤلاء القوم في حملته التي حمل عليهم، وصدق قوله فنظمهم في رمحه كما وعدهم(٢).
  قال الراوي: فسمعته # يقول بعد ذلك: والله ما ندمت على شيء قلته إلا قولي لأبي العتاهية: إن خرجت إلى هؤلاء الكلاب نظمتهم في رمحي كما
(١) سيرة الهادي ٢٧٩.
(٢) سيرة الهادي ٢٠٩.