الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

بيعته # ونبذ من سيرته في ولايته ومدة ظهوره

صفحة 44 - الجزء 2

  تنظم الجراد في العود، فندمت على هذه الكلمة حتى أعطى الله عليهم الظفر فكان ما علمتم، فآليت على نفسي أن لا أتكلم بمثل ذلك أبدا، وانهزم أعداؤه # حتى خرجوا من صنعاء وهو في آثارهم يطردهم، وقتل عسكره منهم جماعة في الجبانة، ثم عاد مظفرا منصورا⁣(⁣١).

  ومن شعره # قوله من قصيدة:

  فما العز إلا الصبر في حومة الوغى ... إذا برقت فيها السيوف اللوامع

  هل الملك إلا العز والأمر والغنى ... وأفضلهم من هذبته الطبائع

  ومن لم يزل يحمي وينقم ثأره ... ومن هو في الحالات يقظان هاجع

  يقلب بطن الرأي فيه لظهره ... ويمضى إذا ما أمكنته المقاطع

  ونحن بقايا المرهفات وسؤرها ... إذا كان يوما ثائر النقع ساطع

  يموت الفتى منا بكل مهند ... وأسمر مسنون الشبا وهو دارع

  فتلك منايانا وإنا لمعشر ... من الناس في الدنيا النجوم الطوالع

  أبونا أمير المؤمنين وجدّنا ... رسول الذي منه تتم الصنائع

  نهضت ولم أعجز وقلت مواعظا ... ذخائر علم إن وعاهن سامع

  فكم قائل في نفسه وضميره ... أيا واعظا في ذا كلامك ضائع

  فكيف غناء الكف عند اجتهادها ... إذا لم تعنها بالفعال الأصابع

  بنيت لهم بيتا من المجد سمكه ... دوين الثريا فخره متتابع

  فأضحى لهم عزّ به ومفاخر ... وذكر ومجد شامخ الفضل يافع

  نعشت كتاب الله بعد هلاكه ... فليس بغير الحق يزمع زامع

  وقال # في بعض وقائعه:


(١) سيرة الهادي ٢٠٩ - ٢١٠.