الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

بيعته # ونبذ من سيرته في ولايته ومدة ظهوره

صفحة 46 - الجزء 2

  وغيث للولي إذا وليّ ... أتاني يبتغي مني نوالي

  أخوض إلى عدوي كل هول ... وأصبر عند معترك النزال⁣(⁣١)

  وكان # شديد⁣(⁣٢) التفقد لأحوال المسلمين، حسن الإنصاف للمظلومين من الظالمين. قال مصنف سيرته ¦(⁣٣): رأيته ليلة وقد جاءه رجل ضعيف يستعدي على قوم، فدق الباب فقال: من هذا يدق الباب في هذا الوقت؟

  فقال له رجل - كان على الباب: هذا رجل يستعدي، فقال: أدخله، فاستعدى ووجه معه في ذلك الوقت ثلاثة رجال يحضرون معه خصماءه، وقال لي:

  أبا جعفر، الحمد لله الذي خصنا من نعمه، وجعلنا رحمة على خلقه، هذا رجل يستعدي إلينا في هذا الوقت لو كان واحدا من هؤلاء الظلمة ما دنا إلى بابه في هذا الوقت مستعد، ثم قال: ليس الإمام منا من احتجب عن الضعيف في وقت حاجة ملظة.

  وروى السيد أبو طالب #(⁣٤) بإسناده عن بعضهم، قال: سمعت علي بن العباس، يقول: كنا عنده يوما وقد حمي النهار وتعالى، وهو يخفق رأسه فقمنا فقال: أدخل وأغفو غفوة، وخرجت لحاجتي وانصرفت سريعا وكان اجتيازي على الموضع الذي يجلس فيه للناس، فإذا أنا به في ذلك الموضع، فقلت له في ذلك: فقال: لم أجسر على أن أنام، وقلت: عسى أن ينتاب الباب مظلوم فيؤاخذني الله بحقه فوليت راجعا كما دخلت.

  وقد كان علي بن الفضل القرمطي - لعنه الله ظهر في اليمن، وتقوت شوكته وأعلن بالكفر، حتى روي عن بعضهم: أنه كان عنوان كتبه إلى أسعد


(١) المصابيح ٥٨٥.

(٢) في (أ): كثير.

(٣) سيرة الهادي ٦٢.

(٤) الإفادة ١١٣.