الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر نكت من كلامه #:

صفحة 52 - الجزء 2

  الكاذبين، وتشهد الملائكة عليهم بالحق اليقين، وتبين ما في ضمائرهم آلات جوارحهم عند ختم أفواههم، وتكلم أيديهم وتشهد أرجلهم عليهم بفضائحهم، وما هم من قبل دين نبيهم، والإعراض عن فرض ربهم، والجهاد في سبيل اللّه، وفي ذلك ما يقول الرحمن، فيما نزل بواضح النور والفرقان، حين يقول:

  {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ}⁣[يس: ٦٥]، يا أبناء الدنيا، وإخوان الشقاء، التقم كل واحد منكم خلفا من ضروع دنياه، وترك طريق رشده وهداه، وأعرض عن طريق⁣(⁣١) النصيب من آخرته وتقواه {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٣ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٤ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ٥ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ٦ ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ ٧ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}⁣[التكاثر: ٣ - ٨]. وقال #: يا عبيد الدنيا، ويا ألاف الشقاء، ويا أتباع الهوى {هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى ٥٦ أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ٥٧ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ}⁣[النجم: ٥٦ - ٥٨]، وأنتم ساهون، لاهون، تلعبون، ولطول الأمان تركضون، وفي ميدان⁣(⁣٢) الغرور تقلبون، ولغاية لا تبلغونها تستبقون، وفيما نهيتم عنه تنافسون، حال والله الأجل دون ما أنتم فيه من طول الأمل، أفنيتم أعماركم في هلاك أنفسكم، وغررتموها بكاذب تأويلكم، وخدعتموها بزخاريف أقاويلكم، فخزيكم يوم تبدو فضائحكم، ويا شماتة أعدائكم عند مجازاتكم بسيئ أفعالكم، {مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ٨٩ وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}⁣[النمل: ٩٠].

  ومن ذلك قوله #: يا عبيد الدنيا وعبيد ما يفنى أحيط بكم وأنتم لا


(١) في (أ): طلب.

(٢) في (أ): ميادين.