الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر نكت من كلامه #:

صفحة 53 - الجزء 2

  تعقلون، وذهبتم وأنتم لا تفقهون، وزلزل بكم وأنتم لا تعلمون، ونزل بساحتكم وأنتم ساهون غافلون، وفي جميع الذنوب على أنفسكم معترفون، وعن التوبة والأوبة نائمون، وفي هلكة أنفسكم تسرعون، {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ١٧٤ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ١٧٥ أَ فَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ ١٧٦ فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ}⁣[الصافات: ١٧٤ - ١٧٧]. يا أبناء الدنيا ويا عبيد المنى، كيف بكم إذا دعيتم إلى الحساب، وخفت موازينكم في كل الأسباب، وعظمت أوزاركم عند رب الأرباب، فحللتم باكتسابكم في أشد العذاب، وحرمتم باجترامكم جزيل الثواب، كيف بكم إذا جرعتم الحميم فقطع أمعاءكم، وأطعمتم الزقوم فصدّع أكبادكم، كيف بكم إذا أحمي على ما تجمعون وتكنزون به، فتكوى بها جباهكم وجنوبكم وظهوركم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون.

  كيف بكم يا أبناء الدنيا وخدمها، وألافها وعبيدها، إذا سجنتم في الحميم، وخلفتم في العذاب الأليم، تستغيثون فلا تغاثون، وتتوبون فلا تقبلون، وتسترحمون فلا ترحمون، وتستقيلون فلا تقالون، وتطلبون فلا تطلبون، {فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ ١٠٣ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ ١٠٤ أَ لَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ}⁣[المؤمنون: ١٠٣ - ١٠٥]، {كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً}⁣[النساء: ٥٦] {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ ٤٩ سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ٥٠ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ}⁣[إبراهيم: ٤٩ - ٥١].

  يا أبناء الدنيا، وحلفاء الشقاء، كيف بكم إذا وقعت الحسرة والندامة، كيف بكم إذا حشرتم إلى عذاب الله يوم القيامة، كيف بكم إذا كنتم فيها أنتم والغاوون