الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #

صفحة 64 - الجزء 2

  وقال # متوجعا لمصائب العترة $:

  وبي لأحوال بني المصطفى ... همّ له شفّ وتبريح

  عاداهم الخلق فذوا نسكهم ... بالهمّ مغبوق ومصبوح

  في كل أرض منهم طاهر ... له دم في الناس مسفوح

  وميّت في الحبس ذو حسرة ... وموثق بالقيد مذبوح

  وهالك يندب في أهله ... أفلت منه وهو مجروح

  لم ينقموا منهم سوى أنهم ... السادة الطهر المراجيح

  دعوا إلى الله فنجواهم ... في الليل تقديس وتسبيح

  وكان # معظّما قبل قيامه عند عيون العترة $ وأفاضل العلماء ¤ لما يعرفونه من سعة علمه وغزارة فهمه، فقد كانت عيون العلماء من أهل كل فن يفضّله كل واحد منهم في فنه.

  قال السيد أبو طالب #(⁣١): ورد طبرستان أيام الدّاعي الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، وبقي عنده إلى أن توفي، وولي أخوه محمد بن زيد ®، وأقام معه، وكانا معظمين له عارفين بفضله وعلمه، ولم يكن يتلبس لهما بعمل ولا يلي من جهتهما شيئا، وربما كانا يفوّضان إليه تفرقة مال العلوية فيهم فيفعل ذلك.

  قال #(⁣٢): وكان محمد بن زيد يتهمه بأنه منطو على طلب الأمر والدعاء إلى نفسه، مستشعرا للفزع منه لمعرفته بفضله وعلمه، إلا أنه لا يعدل به عن طريقة الإكرام والاحتشام.


(١) الإفادة ١١٧.

(٢) السيد أبو طالب في الإفادة ص ١١٨ - ١١٩.