الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #

صفحة 65 - الجزء 2

  وروينا عن الشيخ أبي القاسم البلخي قال: كنا في مجلس الدّاعي محمد ابن زيد بجرجان، وأبو مسلم بن بحر حاضر، وكنا جميعا ممن يذب عن النّاصر الحسن بن عليّ في تكذيب من ينسب إليه طلبه الأمر، فدخل والتفت إلى أبي مسلم وقال يا أبا مسلم من القائل:

  وفتيان صدق كالأسنة عرسوا ... على مثلها والليل تغشى⁣(⁣١) غياهبه

  لأمر عليهم أن يتم صدوره ... وليس عليهم أن تتمّ عواقبه

  قال: فعلم أبو مسلم أنه قد أخطأ في إنشاد ذلك، لأنه يستدل به على أنه معتقد للخروج، وإظهار الدعوة، فأطرق كالخجل، وعلمت أنا مثل ما علمه فأطرقت، ففطن النّاصر لخطئه فخجل وأطرق ساعة وانصرف. فلما انصرف التفت الداعي محمد بن زيد إلى أبي مسلم، فقال: يا أبا مسلم، ما الذي أنشده أبو محمد؟ فقال: أنشد - أطال الله بقاء الداعي⁣(⁣٢):

  إذا نحن أبنا سالمين بأنفس ... كرام رجت أمرا فخاب رجاؤها

  فأنفسنا خير الغنيمة أنّها ... تئوب وفيها ماؤها وحياؤها

  فقال الداعي محمد بن زيد: أو غير ذلك، إنه يتنسم رائحة الخلافة من جبينه⁣(⁣٣).

  وكانت مناقبه # الشاهدة بفضله جمة كثيرة. من ذلك ما أخبرني من أثق به من الإخوان - كثرهم الله عز وعلا - وهو الفقيه الفاضل حمزة بن محمود الجيلاني أيّده الله يرويه عن الفقيه نظام الدين أبي الفضل بن فيروز شاه الجيلي ¥: أنه # قصد ذات يوم من الأيام إلى بعض المساجد، وكان منفردا من


(١) في الإفادة «ترمي».

(٢) في الإفادة «فقال أبو مسلم: أنشد أيها الداعي».

(٣) انظر الإفادة ١١٩ - ١٢٠.