الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

مدة ظهوره ونبذ من سيرته ووقت موته وموضع قبره #:

صفحة 91 - الجزء 2

  قائمان والجمعان يقتتلان، والخيلان يتجاولان، فنكون في ذلك كما قال شاعر أمير المؤمنين # بصفين:

  أيمنعنا القوم ماء الفرات ... وفينا السيوف وفينا الحجف

  وفيها الشوازب مثل الوشيج ... وفينا الرماح وفينا الزّعف

  وفينا عليّ له سورة ... إذا خوفوه الردى لم يخف

  وكما قال جدي القاسم بن إبراهيم #:

  دنياي ما زال همي فيك متصلا ... وإن جنابك كان المزهر الخضرا

  إذا انقضت حاجة لي منك أعقبها ... همّ بأخرى فما ينفك مفتقرا

  متى أراني إلى الرحمن مبتكرا ... في ظل رمحي ورزق قل أو كثرا

  ولكن قلّ المعين على هذا الدين، فأنا وحيد دهري، وغريب في أمة جدي، وقد شغل بذلك قلبي، وضعف عزمي⁣(⁣١).

  ولما بويع له بالخلافة يوم الجمعة في مسجد الهادي إلى الحق الذي فيه قبره ركب إلى صعدة القديمة في ذلك اليوم، فاجتمع إليه خلق كثير من الناس قيل: إنهم كانوا فيما بين صعدة والغيل، وأنشده إبراهيم بن محمد التميمي في ذلك اليوم قصيدة أولها:

  عادات قلبك يوم البين أن يجبا ... وأن تراجع فيه الشوق والطربا

  وخرج إلى المدح فقال:

  قوم أبوهم رسول الله حسبهم ... بأن يكون لهم دون الأنام أبا

  من ذا يفاخر أولاد النبي ومن ... هذا يداني إلى أنسابهم نسبا

  قوم إذا افتخر الأقوام واجتهدوا ... وجدت كلّ فخار منهم اكتسبا

  لولا الإله تلافانا بدينهم ... لما فتئنا عكوفا نعبد الصلبا


(١) المصابيح ٥٩٩ - ٦٠١.