الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

مدة ظهوره ونبذ من سيرته ووقت موته وموضع قبره #:

صفحة 95 - الجزء 2

  همدان في كل مغار تقدمه ... طرا وخولان جميعا تخدمه

  وأرجو أن الكرام تعظمه ... لا بد من حصن اللعين نهدمه

  ونستحل ماله ونغنمه ... وفي غد يبصر ما لا يعلمه

  من أخذ مال بالقرآن نقسمه ... والحق فينا لا يجور قلمه

  وكانت القرامطة تشرب من مائه، فدنا العسكر المنصور ومنعهم من ذلك، قال الراوي: ولم يكن معنا أسواق ولا أهبة لمقام، فكان من نصر الله ø أن قدم علينا قوم من ناحية صنعاء معهم ثمانون حملا من دقيق فباعوها في معسكرنا فحسنت الحال واستغنى العسكر، وباتوا على الماء في الحمدي ليلة الثلاثاء، وعوى الذئب فصاح أحمد بن محمد العنسي: يعز على يا ذئب غدا شبعك من لحوم القرامطة فصاحوا به، وقال راجز خولان:

  نحن حميناكم وحزنا القصرا ... ماء الحمودي بضرب قسرا

  خولان قومي بالقياس تترا ... تجد لابن الطاهرين نصرا

  نوفي الذمام ونعاف الغدرا ... إنا على الفخر نعلي الفخرا

  وقومنا همدان تعلو قهرا ... على الأعادي بالرماح دسرا

  عبد الحميد لا تول الظهرا ... فإننا نعمل فيك الصبرا

  غدا نذلّ عزّكم والكفرا ... والحق أولى بالعلى وأحرى

  وقويت جنود الحق. وقيل: إن عدتهم بلغت إلى ألف وسبعمائة، وبلغت عدة الباطنية كثرة عظيمة (قيل: إنهم سبعة آلاف)⁣(⁣١)، فلما كان يوم الثلاثاء غرة شهر رمضان عظمه الله من سنة سبع وثلاثمائة نهد الجند الإمامي الناصري يحف به النصر ويحده الظفر قاصدين لأعداء الله تعالى في نغاش، وكان إبراهيم بن الحسن العلوي العباسي | في الميسرة بمن معه من خيل همدان ورجلها


(١) ساقط من الأصل.