الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

مدة ظهوره ونبذ من سيرته ووقت موته وموضع قبره #:

صفحة 96 - الجزء 2

  وخيل خولان، وكان أبو جعفر أحمد بن محمد الضحاك الهمداني | بمن معه من الأنصار، همدان وخولان في الميمنة، وعبد الله بن عمر في القلب بمن معه من فرسان همدان ورجالتها وأهل النخوة والوفاء منها، ثم ساروا قدما حتى استقبلوا الباطنية، وصاح شعيب بن محمد السبيعي الأرحبي: يا معشر همدان اسمعوا قولي وعوا كلامي والله لئن لم أر هذه المضارب خرقا في أيديكم في يومكم هذا ليحلن بكم البوار، ولتكونن للقرامطة بمنزلة حمير عليها براذعها باقي أيامكم، وينتهكن حريمكم ويذهبن عزكم، فقدموا فدتكم نفسي بالضرب قدما، ولا تنظروا إلى تهويل القرامطة المشركين فليسوا لكم بنظراء، وما بينكم وبين أن تنالوا من عدوكم ما تريدون إلّا صبر ساعة يسيرة ثم أيقنوا بالظفر وبفخر هذا اليوم باقي أعماركم.

  قال مصنف سيرته وهو عبد الله بن عمر: ولقد رأيت من سمعه من العسكر اهتزوا لقوله اهتزاز العرب وحركتهم الحرية والنشاط، فصمموا قدما وذمر بعضهم بعضا، وعبأ القرامطة عساكرهم على رأس جبل نغاش⁣(⁣١)، وكان قائدهم عبد الحميد بن محمد بن الحجاج⁣(⁣٢) في القلب بأهل لاعة وما يليها من بني شاور المعيل والشاهل وأهل العضد وأهل نضار وبني أعشب وكان في الميمنة القائد الآخر محمد بن إسماعيل الجوبي وعبد الله بن أبي الملاحف الصنعاني وكانا في حجور وعيان وأهل حفاش وملحان ومسور والضلع والأعذار، وكان في الميسرة يوسف بن يعقوب الوردي في النجبة وهم أصحاب ركاب القرمطي وأهل الثقة عنده، وأهل حجة وأهل أدران وعيان ومن يليهم من القبائل، وكانت معهم خيل من عك وغيرها، فسار كل واحد من الفريقين حتى تناظروا وتدانوا، فصاح صائح


(١) في (أ): ساقطة.

(٢) في (أ): حجاج.