ذكر نكت من كلامه #:
  الحسني بن رسول الله ÷ إلى من بلغه من المسلمين في أقاصي الأرض وأدانيها سلام عليكم أما بعد: فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ذو القوة والحول، والإفضال والطول، الذي جعل السماء بناء، والأرض قرارا، وجعل خلالها أنهارا، وخلقكم أطوارا، وأنشأ لكم أسماعا وأبصارا، أحمده رغبا ورهبا على تظاهر نعمه، وتضاعف قسمه، وترادف منحه وتتابع كرمه، وأومن به - خاضعا خاشعا - أنه الله الواحد الأحد الفرد الصمد، المتعالي عن الأشباه والأنداد، والشركاء والأضداد، وأتوكل عليه موقنا أنه قاهر لا يرام، وقادر لا يضام، وقيوم لا ينام توحّد بالعلاء، وتفرد بالكبرياء، وحمد على النعماء، وعبد في الأرض والسماء، ذلكم الله ربكم له الدين واصبا أفغير الله تتقون {وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ}[النحل: ٥٣] خلق عباده رحمة لهم وإنعاما عليهم وإحسانا إليهم ثم لم يتكثر بهم عن قلة، ولم يتعزز بهم من ذلة، ولم يستأنس بهم من وحشة، فطر الأرض والسماوات، وجعل النور والظلمات، وأجرى الأفلاك الدائرات، والنجوم المسخرات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له قولا صدقا، أقولها تعبدا ورقّا. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فصلواته عليه يوم ولد ويوم قبض ويوم يبعث حيا، وعلى آله الطيبين الأخيار المنتجبين الأبرار، ابتعثه على حين شمخ الكفر بأنفه، ونأى بجانبه، وامتد على الخلق رواقه، وأحاط بهم نطاقه، وملأ البسيطة ظلامه، وظهر فيهم عتوه وغرامه، والخلق حيارى لا يبصرون، وضلال لا يهتدون، قد ملكتهم الجاهلية الجهلاء، وعمتهم الفتنة الصماء، ونور الحقّ قد آذن بالطموس، ومال بوجهه إلى العبوس، فأدى الرسالة، وأظهر الدعوة، ومحض النصيحة، وأقام الحجة، وأوضح المحجة، ونهض بأمر