الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر نكت من كلامه #:

صفحة 157 - الجزء 2

  الله صادعا، ولشتات الدين جامعا، ولسلطان الكفر قامعا، وللأصنام والأوثان خالعا، وجاهد في⁣(⁣١) الله حق جهاده، وهدى ضلّال عباده إلى صراط الله المستقيم، ولدين الله القويم بأنور منار وأبهر سلطان، وأوضح سبيل، وأبين دليل، قد شد عضده من المعجزات بأعظمها قدرا، وأفخمها أمرا، وأبقاها أثرا، وأعلاها خيرا، ذلك كتاب الله {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} الآية [الزمر: ٢٣]، {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ ١٩٢ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ١٩٣ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ١٩٤ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}⁣[الشعراء: ١٩٢ - ١٩٥]، قد جعله مأدبة⁣(⁣٢) للخلق، ووصلة إلى الحقّ، وطريقا إلى النجاة واضحا، وسبيلا إلى الجنة لائحا، من اعتصم به اهتدى، ومن أعرض عنه ضل وغوى، فيه بيان لكلّ شيء وهدى وبشرى للمحسنين، فلم يزل ÷ يعلمكم تنزيله، ويفهمكم تأويله، ويشرح حلاله وحرامه، ويشرح قصصه وأمثاله، حتى اهتديتم به من حيرة العمى، واستوضحتم منهاج الهدى {وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}⁣[آل عمران: ١٠٣] حتى أدى حق الرسالة، وقام بشرط الأمانة، ووعظ ونصح وبلغ وأسمع. ثم نقله الله إلى ما أعدّ له من كرامته، وأنزله منازل رحمته، واستأثر له ما لديه، وقبضه الله إليه راضيا عمله، قابلا سعيه، فابتدأ كثير من الأمة في تبديل سنته، والالتواء على عترته، كأن لم يسمعوا قول الله حيث يقول: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}⁣[الشورى: ٢٣]، وقوله تعالى: {إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}⁣[الأحزاب: ٣٣]، وحيث


(١) في (أ): في سبيل الله.

(٢) في (أ): مادة.