الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

صفحة 42 - الجزء 1

  وروينا عن ابن عباس قال: بينما رسول الله ÷ يطوف بالكعبة إذ بدت رمانة من الكعبة، فاخضرّ المسجد لحسن خضرتها، فمد رسول الله ÷ يده إليها فتناولها ومضى رسول الله ÷ في طوافه، فلما انقضى طوافه صلى بالمقام ركعتين، ثم فلق الرمانة نصفين كأنها قدّت، فأكل النصف وأطعم عليّا # النصف فرنخت [أي استرخت] أشداقهما لعذوبتها، ثم التفت رسول الله ÷ إلى أصحابه فقال: «إن هذه قطف من قطوف الجنة لا يأكله إلا نبي أو وصي نبي ولولا ذلك لأطعمناكم» وروينا عن زيد الباهلي أن رسول الله ÷ آخى بين المسلمين وقال: «يا علي أنت أخي، أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، أما علمت يا علي أن أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي، فأقوم عن يمين العرش في ظله فأكسى حلة خضرا من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على بعض فيكونون سماطين⁣(⁣١) عن يمين العرش، ثم يكسون حللا خضرا من حلل الجنة، وإني أخبرك يا علي أن أمتي أول الأمم يحاسبون، ثم إنه أول من يدعى بك لقرابتك مني ومنزلتك عندي، ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد، وتسير به بين السماطين، آدم # وجميع خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة طوله مسيرة ألف سنة، سنانه ياقوتة حمراء، قصبته من فضة بيضاء، زجّه⁣(⁣٢) درة خضرا، له ثلاث ذوائب من نور: ذؤابة في المشرق، وذؤابة في المغرب، والثالثة وسط الدنيا، مكتوب عليه ثلاثة أسطر:

  الأول ، والثاني الحمد لله رب العالمين، والثالث لا إله إلا الله محمد رسول الله، طول كل سطر مسيرة ألف سنة، وعرضه مسيرة ألف سنة، فتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بين يدي


(١) سماط القوم: صفهم. قاموس ٨٦٧.

(٢) الزج: الحديدة التي في أسفل الرمح. مختار الصحاح ٢٦٨.