ذكر طرف من مناقبه وأحواله #
  لما كنت بين الناس انظر فعلهم ... وما كنت للجهال يوما مدانيا
  وأغدو لمن عادى الإله معاديا ... وأضحي لمن والى الإله مواليا
  لما سرت إلا في طريق ابن أدهم ... وكنت لعمرو بن العبيد مواسيا
  وكابن جثيم والجنيد أخي التقى ... فما كان منهم واحد متوانيا
  فرحمة رب العالمين عليهم ... وكان لهم من كل خير مكافيا
  ويممت أرضا لا أرى الناس عندها ... وكنت لأصناف الوحوش مواخيا
  وقلت لأولادي وأهلي وإخوتي ... وأهل ودادي اليوم ألا تلاقيا
  وإني رجوت الله عفوا ورحمة ... وإن إلهي لا يخيب رجائيا
  وصلى إلهي كل يوم وليلة ... على من غدا للحق في الناس داعيا(١)
  وقال # في حال صغره وروي أنه قالها وهو يتعلم في نصف القرآن:
  إذا أعطيت نفس الفتى قوتها الذي ... حباها به رب العباد اطمأنت
  وطابت ولم تغلبه إن كان عاقلا ... وعادت إلى التقوى وصامت وصلّت
  وإن هي لم تعط الذي حببت(٢) به ... من الرزق أمست في الهموم وظلّت
  وكان قصارى أمرها أن ترده ... إلى جهلها قسرا وخابت وضلّت
  فأما أخو التقوى الصحيح ومن له ... يقين فلا يخشى اللتيا ولا التي
  إذا ما تمنت نفسه الشيء ردّها ... ولم يعطها عند المنى ما تمنت
  يكلفها ما لا تريد وتشتهي ... وإن سئمت(٣) صرف الزمان وملّت
  ويمنعها من كل ما هويت ولا ... يملكها أمرا وإن هي زلّت
  وما تعبت نفس وهانت وأنصبت ... وذلت لرب الناس إلا وعزّت
  فيا رب فارزقني اليقين فإنه ... وتقواك رأس الدين واجعله عدتي
(١) هذا البيت ناقص من (أ، ب).
(٢) في نسخة حبيت.
(٣) في (ب) شتمت.