ذكر طرف من مناقبه وأحواله #
  والفضل والمجد معا والوفا ... أرديتي والشرف الأشهر
  لم يغشني ذام ولا ذلة ... ولا كلام أبدا معور
  لي همة ما فوقها همة ... وعنصر ما مثله عنصر
  إذا أنا لم أثأر من أعدائنا ... للحق بالسيف فمن يثأر
  فسوف أفني معشرا خسّرا ... في أرضهم يستحسن المنكر
  لهم دروب سوف يعميهم ... في وسطها الدّخّان والعثير
  نرفع من هاماتهم(١) بيضنا ... يسيل منها العلق الأحمر
  بجحفل من بعده جحفل ... وعسكر في إثره عسكر
  لا تبرح الغارات في أرضهم ... أهون ما يأتيهم الميسر
  حتى يكونوا عبرة للملا ... يعرفها السائل والمخبر
  وقال #:
  لأحكّمنّ صوارما ورماحا ... ولأبذلنّ مع السماح سماحا
  ولأقتلن قبيلة بقبيلة ... ولأسلبنّ من العدا أرواحا
  ولأروينّ السمر ممن أبتغي ... فإذا روين أفدنني إصلاحا
  ولأجلونّ الأفق عن ديجوره ... حتى يعود دجى الظلام صباحا
  ولأكسونّ الأرض عما سرعة ... نقعا مثارا أو دما سفّاحا
  ولأجلبنّ الخيل من أقصى المدى ... لا ينثنين ولا يردن مراحا
  ولأرمينّ بها الحصيب وأهله ... ولأنجحنّ ملوكهم إنجاحا
  ولأرمينّ الواديين بصيلم ... والمشرقين وأنثني صرواحا
  جيش تئنّ الأرض من جولانه ... كأنين من يشكو عنى وجراحا
  ولأوقعنّ بحي يام وقعة ... تدع الحميّ من الطغاة مباحا
  ولأمطرنّ عليهم مني سما ... تدع البلاد من الدما أقداحا
(١) في (ب) هامهم.