الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مدته وانتصابه للأمر ونهاية عمره وموضع قبره #:

صفحة 243 - الجزء 2

  وتعلم قحطان وهمدان إن عصت ... مقالك إنّ اللّه وهنا يزيدها

  فقد جمعها يا ابن النبي إلى الهدى ... فليس يقود القوم إلا رشيدها

  فما اجتمعت⁣(⁣١) خيل الطعان بمشهد ... تكون به إلّا وأنت وحيدها

  ولا اعتركت خيل وخيل طعائن ... بحرّ القنا إلا وأنت تحيدها

  ولا اجتمعت يوما نزار ويعرب ... بمجتمع إلا وأنت تسودها

  وإنك للمنصور من آل هاشم ... وما بعدها من غاية تستزيدها

  وكل أناس أعرضوا عنك وامتروا ... فما هم من الإسلام إلا يهودها⁣(⁣٢)

  فدمت مدى الدنيا لأمة أحمد ... تشد لها أركانها وتشيدها

  ومن أيامه # المحجّلة الحسان يوم قصد زبيد في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، فلما⁣(⁣٣) وصلها # أقام فيها ثمانية أيام، وكان أميرها يومئذ فاتك ابن محمد بن جياش، وكان فاسقا خبيثا يغلب عليه الخنا والفساد في نفسه، حتى روي أنه كان له بريمان⁣(⁣٤) في بطنه كالمرأة، فعني الإمام # في هلاكه بعد بذل مال جليل في سلامته فأقسم بالله لو أعطى ملك زبيد كله ما أفداه⁣(⁣٥) وذلك أنه قتله حدا لقول النبي ÷: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوه» فراوده أصحابه على أخذ المال وقالوا إنه لبيت المال، فقال قد نزهت نفسي عن الطمع عند أهل زبيد، وقد كنت قلت لهم: إني لا أسألكم عليه شيئا وتلوت قول الله سبحانه وتعالى: {قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ}⁣[سبأ: ٤٧] ثم نهض بهم وكان القواد يعطون العساكر كفايتهم، فقال


(١) في (ب) إذا اجتمعت.

(٢) في (ب، ج) تقدم هذا البيت على الذي قبله.

(٣) في (ب) ولما.

(٤) البريم: هو ما تشده المرأة على وسطها وعضدها. قاموس ١٣٩٤.

(٥) في (ب) لا أفدي.