الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مدته وانتصابه للأمر ونهاية عمره وموضع قبره #:

صفحة 244 - الجزء 2

  الإمام: أما أنا فلا أقبض منكم شيئا كفاية ولا غيرها، وكان معه ومع أصحابه زاد فلما فرغ الزاد كان يأمر من يشتري له الطعام ويأمر من يطحنه⁣(⁣١) وكانت حاشيته مقدار ستين رجلا وولّى على زبيد واليا⁣(⁣٢) من جهته، وعاد مسلّما منصورا قد أرضى الله سبحانه عز وعلا، ولم يزل # في جهاد بعد جهاد وجلاد عقيب جلاد حتى أشمخ الحق قبابا، ومدّ له أطنابا، شيّد للإسلام في الأرض العز بنيانا، وأعلى له أركانا، وكانت كثير من وقعاته على الباطنية الملحدة أقماهم الله تعالى حتى دمرهم تدميرا، وأنزل بهم ويلا وثبورا، بعد أن كانت قد تسعرت نارهم، وسطع شرارهم، فطمس الله بحميد سعيه # ربوعهم، وفرّق جموعهم، وكانوا بين قتيل وطريد تصديقا لقول النبي ÷ «إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإيمان وليا من أهل بيتي، موكّلا يعلن الحق وينوره، ويرد كيد الكائدين» فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله. ولم يزل دأبه # في نشر الدين، وإعلاء كلمة الحق اليقين، وقمع الملحدين، وطمس آثار المعتدين⁣(⁣٣) حتى تجلّى الحق وسطع نوره، وتضوّع مسكه وكافوره، واستطار أمره في اليمن من صعدة ونجران، وبلاد وادعة وسنحان وشريف، وبلاد خولان والجوف والظاهر وصنعاء وأعمالها، وبلاد مذحج ونواحيها، وخطب له بخيبر القاضي الفاضل عبيد مولى علي #، وخطب له بينبع الشريف السيد الشهيد الحسن بن عبد الكريم الحسني |، ونفذت ولايته إلى السيد على محمد العربوني⁣(⁣٤) | بالجيل، وكانت مدة ولايته # ثلاثا وثلاثين سنة، وأصابه العمى في آخر عمره، وأسره فليته بن قاسم القاسمي، وغضبت رجال همدان عاصيها ومطيعها


(١) في (ب، ج) يطبخه.

(٢) في (ب، ج) على زبيد والناس من جهته.

(٣) في (ب) الملحدين.

(٤) في (أ) العربوي