الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

[مولده]

صفحة 251 - الجزء 2

  وقابلت ذيبين مسرورة ... لما التقت بالهاشمي العتيق

  أشوس من غرّبني هاشم ... مستنقذ الجاني وغوث الغريق

  ربّاه بالجود أبو هاشم ... وحمزة البر الكريم الشفيق

  فشب كالصارم في العزم بل ... كالبحر يلقاك بوجه طليق

  لم يصبح الكأس ولا هاجه ... نوح حمامات بوادي العقيق

  ولا دعا الساقي في سحرة ... أن هات صرفا من عصير المقيق

  قم فانعش الحق وأشياعه ... فأنت بالمرجو منه خليق

  وأما حمزة بن أبي هاشم فهو القائم بأمر اللّه المحتسب في سبيل اللّه المنابذ لأعداء اللّه شهد بفضله المخالف والمؤالف، وقد ذكره الإمام المتوكل على اللّه # في بعض رسائله على المطرفية الشقية في من ذكر من أهل البيت $ الذين أنكروا مذهب المطرفية، وردوا عليهم. وكانت له مع بني الصليحي وقعات مشهورة ومواقف مأثورة.

  وكان # في بعض أيامه في مسجد حلملم وقد اجتمع أهل الطرف وأراد الصلح بينهم في أمور كانت، فأحدث واحد بالقرب من المسجد صوتا يريد تفريق الناس حتى ينصرفوا بغير صلح فلما سمعه حمزة قدس اللّه روحه قال: من هذا الذي غير محضرنا غير الله لونه، فأنزل اللّه به البرص في مجلسه عقيب دعائه # ورآه الناس حتى وصار آية شاهدة بفضله وكرامته، ولم يزل مجاهدا حتى مضى لحال سبيله، وقتل في المعركة # في المنوي⁣(⁣١) آخر سنة تسع وخمسين وأربعمائة في أيام علي بن محمد الصليحي وكان # يقاتل يوم قتله وهو يقول:

  أطعن طعنا ثائرا غباره ... طعن غلام بعدت أنصاره

  وانتزحت عن قومه دياره


(١) موضع في الخشم.