الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #

صفحة 268 - الجزء 2

  الجهاد، وغير ذلك ... ولم يرد دعوة مثلها لأحد قط فهي من عجائب العلم وكلامه # عجيب.

  ومن كلامه # فيها قوله: فرحم الله امرأ نظر لنفسه قبل أن يغلق الرهن، ويظهر الوهن، وتتعذر الرجعة، ويخيب النجعة، ويبلس المجرمون، ويقال {اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ}⁣[المؤمنون: ١٠٨] فيا لها من كلمة ما أفجعها! وموعظة ما أوجعها! إن صادفت قلبا حيا ولم يلو على النهج ليا. ومنها قوله #: هلموا رحمكم الله إلى نور مصباح الزجاجة، ودهن زيت الزيتونة، وراية ما خفقت على رأس مسلم فدخل النار، لا يشرب عليها الخمر، ولا يسمع العزف والزمر، ولا يظهر من المعاصي ظاهر إلا أنزل بصاحبه حكمه من الرجم فما دونه، فأما من غبا أمره فحسابه إلى الله، كم بين من يؤمّن أهل المعاصي وبين من يخيفهم ومن يعاقبهم ومن يشوقهم ومن يسلبهم ومن يسبقهم ومن يطردهم ومن يضيفهم ما سمعنا رحمكم الله الملاهي، ولا درينا قبل كسرها بالعيان ما هي، كما قلنا في بعض الأشعار:

  لا نعرف الخمر إلا حين نهرقها ... ولا الفواحش إلا حين ننفيها

  أنا ابن من نسجت آي الكتاب له ... ملأة غمرت جسمي حواشيها

  ومنها قوله #: ما خالفنا أبو حنيفة ولا الشافعي ولا مالك، فانظر أين تضع قدمك يا سالك، وهؤلاء فقهاء الأمة، فهم بحمد الله أتباع آبائنا الأئمة رحمة الله على أولئك، وعلى آبائنا أفضل السلام، أين النبع من الثمام، والجود من الرهام، واليحموم من الغمام، ما أنصف نفسه من خدعها، ولا رفعها من وضعها. ومنها قوله #: نحن أهل التحريم والتحليل والتنزيل والتأويل، أعلام الهدى، وأقمار الدجى، بحار العلم، وجبال الحلم، فلا تعدلوا رحمكم الله عن منهاجنا، ولا تسلكوا غير فجاجنا، فإن الفتنة بنا مطرودة، والرحمة إلينا