الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #

صفحة 270 - الجزء 2

  وولدك، ولا تؤثر لددك، وارخص للقبول جلدك، ولا تقطع من الباري مددك، ولا توغر جددك:

  أمن غير أبناء النبي محمد ... إمام لقد حاولت نقل شمام

  وهل يستحق الأمر من جلّ همه ... لجمع حطام أو لشرب مدام

  تمسك بأبناء النبي فإنهم ... زمام لدين الله أي زمام

  لتنجو مع الناجين من كل موبق ... إذا قيل للوفد ادخلوا بسلام

  سيدعى الورى⁣(⁣١) يوم اللقا بإمامهم ... فاعدد لذاك اليوم خير إمام

  لا تصحب الخائف فتكتب في زمرة الخائفين، ما أنفعها من كلمة لو قبلتها قلوب العارفين، زكّ نفسك فقد أفلح من زكاها، ولا تدسها فقد خاب من دساها. ومنها قوله #: كيف يلبّس العاقل على نفسه حق آل المصطفى، وقد طبق الآفاق وطفا، ما كان حديث الغدير يخفى، ومن لنا بأهل الوفاء. علينا نصب الدليل وعلى الأمة الاستدلال، موجب إرث الجنين الاستهلال، ما عذر من سمع الصوت عاليا بالدعاء إلى الرشد في ترك الإجابة وتعدى سبيل الإصابة، ما قدر كان وما حان حان، لكل نباء مستقر، والعاصي إلى سقر، يا طالب الرشد من غير أهله، أنت كطالب الدر في الحجر، والياقوت في المدر، إن للخير وللشر معادن، لا تجري مع عتاق العراز الكوادن، أين السنام من السناسن⁣(⁣٢)، والذروة من الفراسن، والقبائح من المحاسن، والأوابد من الدواجن، إن أردت النجاة فاتبع الهادة، كم بين المرشد والمغوي، اسلك مسلك الرشد ترشد، ولا تبعد من الخير تبعد، وكن كالجمل الأنف في الانقياد للهدى، وكالسبع النافر عن الغي والردى، أنزل آل محمد ÷ منهم بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة


(١) في (أ): الملأ.

(٢) في (ج): السنابس.