ذكر بيعته #، وانتصابه للأمر العام ومنتهى عمره #
  ألم ألقها ملء الفجاج مجرّدا ... عن الجيش طلقا ضاحكا متبسّما
  وفي بطن هرّان ألم أحم حاسرا ... ذوي الزرد الموضون يوما متمّما
  وكم موقف نلقى به الندب ساهيا ... لقيت به الفتيان ليثا عشمشما
  فقل لملوك الأرض لا تطمعوا بها ... مراغمة ما لاح برق وأنجما
  فقد طال ما نلتم حراما حطامها ... وأحرزتم ذنبا بذاك ومأثما
  فمن كان يبغي الفوز فليلتزم بنا ... فعصياننا قد صار حجرا محرّما
  وقال #(١) بصنعاء وقد امتنع قوم من بني أبي الفتوح بالمشرق من الانقياد فأوقع بهم حكوا بن محمد وقعة عظيمة، فقال في ذلك:
  يا لائمي في مقال الحق لا تلم ... الحكم للسيف ليس الحكم للقلم
  إني أبيت قليل النوم أرّقني ... قلب تقلّب من همّ إلى همم
  ليس الفتى من ينام الليل منهمكا ... يفرّح النفس بالطاري من الحلم
  لكن فتى الناس من أمسى وهمته ... في منبر الملك لا في الشاء والنعم
  إني هززت حساما صارما ذكرا ... يفلّ في الروع حدّ الصارم الخذم
  صمصامة ذكرا تمضي مضاربه ... لا يسأم الحرب إن العجز في السأم
  بحرا متى يرض يملأ الأرض نافلة ... وإن تغطمط غطى وجهها بدم
  في عصبة وهبوا لله أنفسهم ... غطارف من حماة العرب والعجم
  ما أنس لا أنس في صنعاء مواقفهم ... والجيش كالبحر حامي الظهر ملتطم
  يقودهم ماجد حلو شمائله ... علياه أشهر من نار على علم
  أبو المظفر أعلى الناس منزلة ... وأضرب الناس يوم الروع للبهم
  سرّ لآل رسول اللّه منكتم ... في سالف الدهر والماضي من الأمم
  ينحط من علم ماض ومن طبق ... باق ومن ظهر صنديد إلى رحم
  حتى بدا غرة للدهر شادخة ... بيضاء خالصة من شائب القتم
(١) الديوان ١٤ - ١٥.