ذكر بيعته #، وانتصابه للأمر العام ومنتهى عمره #
  قذفت بنفسي في خميس عرموم ... وكنت بنفسي فيه جيشا عرموما
  ليوث شرى لولا بياض وجوههم ... ولولا العفاف كلّما رمت مغنما
  يقودهم حامي الحقيقة ماجد ... مليك يصفي ساحة الملك بالدما
  إذا قال قلت الليث يزأر غاضبا ... وإن كف خلته في المفاضة أرقما
  غدا طائعا لله غير منازع ... ولا فاتح بالمعورات له فما
  أقلب طرفي هل أرى العرب جهرة ... فلم أر إلا أعجميا مهمهما
  سوى نفر شمّ الأنوف غطارف ... رأوا خلطهم للنفس بالنفس أكرما
  مساعير من همدان في حومة الوغا ... يجرّون للروع الوشيح المقوّما
  فلمّا قربنا الدرب جادت سماؤه ... بغيث رأينا منه قذا وتوأما
  كرجل جراد أمّ سلمى عمودها ... إلى أن زهته ريح نجد فأتهما
  فعدنا فأدينا فرائض ربنا ... وسرت إليهم حاسرا لا ملأما
  وتاللّه ما وطنت نفسي على الرّدى ... لأحرز مالا بل لأرحض مأثما
  وكنت امرأ أهوى الحسام مثلّما ... وأهوى الرديني الأصمّ محطّما
  وأكره كون الحرّ خلف جنوده ... وأرضاه عرنينا لهم متقدما
  رجعنا إلى ذكر الدخول وربما ... أتى عارض يحكي اللآلي منظما
  فجاءت أزال جمّع اللّه شملها ... وأسدى إليها الصالحات وأنعما
  فجادوا بفتح الباب وابتهجوا بنا ... وقالوا لنا أهلا وسهلا ومغنما
  وقالوا جهاد الظالمين فريضة ... فقد طال ما كنّا نهابا مقسّما
  ستفديك أموال عظام وأنفس ... كرام وإن أضحى ذووا الفسق لوّما
  فقلنا لهم خيرا ثناء عليهم ... لكونهم فيما رجوناه سلّما
  وخضنا إلى أسد العرين عرينها ... بصبر حسونا منه صابا وعلقما
  وما هي بكر خوض مهري إلى العدا ... إذا كاع يوما عنه جندي وأحجما
  سل الخيل عني في عجيب ومشهدي ... وقد صار ورد الخيل بالركض أدهما