ذكر بيعته #، وانتصابه للأمر العام ومنتهى عمره #
  وتمرّ في شط الفرات عوابسا ... كالطير تكسر أجنحا لإياب
  وتقيم في بغداد يوم قيامة ... تنفي شكوك الواقف المرتاب
  حتى ترى أبنا أبينا أننا ... شم الأنوف حماة كل عقاب
  أبلغ بني العباس صفوة هاشم ... وسلالة العلامة الوهاب
  من واصل الأرحام غير مقاطع ... ومشيّع في العالمين مجاب
  إنا أخذنا أمرنا فتبصّروا ... ودعوا النّهاب فلات حين نهاب
  قد حزتموها بالصوارم برهة ... غصبا وليس الحقّ للغصّاب
  فالآن قرت في محل قرارها ... أبناء حيدرة الفتى الضرّاب
  صنو النبي وخير من وطئ الحصى ... بعد النبي لباب كل لباب
  نور تنقل حالة من حالة ... ما بين أرحام إلى أصلاب
  وأبوكم المفضال سلّمها له ... من غير إسهاب وغير خطاب
  الشعر الثاني ذكر فيه أيامه بالجوف وشكر أهله فقال # [الديوان: ١٦ - ١٧]:
  رويد كما لا تعجلا بملامي ... فليس مقام الليث مثل مقامي
  سل الخيل في صنعاء يوم قصدتها ... بأرعن جرار أجشّ لهام
  ألم أك رمح الجيش عند قدومه ... وصمصامه لو حلّ عقد ذمام
  ويوم ذمار عند مشتجر القنا ... ألم يك فعلي قائدا لكلامي
  وكم موقف ينسى به المرء نفسه ... عرفت به ماضي العزيمة سامي
  ولي كل يوم همة علوية ... تزيل بإذن الله ركن شمام
  يهال لها عرب وعجم وإنها ... تشيّب رأس الطفل قبل فطام
  أنا القائم المنصور هاشم ... حسام رقيق الحد غير كهام
  ولي نفس حر الوالدين مهذب ... ونفس عصام قد سمت بعصام
  إذا رمت أمرا لم تمنّع صعابه ... وأدنت رءوسا جنّحا لخطام