ذكر بيعته #، وانتصابه للأمر العام ومنتهى عمره #
  والماشحية كل صفراء القرى ... وهواك من عتل ومن نشاب
  ومقامة تدع النفوس رخيصة ... فرسانها والسوق سوق ضراب
  ليس المحارب كل يوم غالبا ... كم قد طري غلب على غلّاب
  لا تعجبن من جولة في صولة ... فحوادث الأيام غير عجاب
  إني أرقت وما أرقت لحادث ... من فلّ جيش أو خمود شهاب
  لكن لضلّة أمة عن رشدها ... ونكوصها عهدا على الأعقاب
  عني وقد علمت دفاعي في الوغى ... عنها وتعظيمي لها ونصاب
  ولقد دعتني فاستجبت دعاءها ... ونهضت نهضة ضيغم ووثّاب
  ونضوت عزما من عزائم حيدر ... يزري بحد الصارم القرضاب
  هل تعلماني قد وقفت بموقف ... إلا ويشهد لي ذوو الأحساب
  فعلام ينسى الأكرمون مودّتي ... لجهام سيفان(١) ولمع سراب
  إني ومن عمرت قريش بيته ... لا حلفة الأزلام والأنصاب
  لا يثلم الخطب اللمّ(٢) عزائمي ... أبدا ولا ترخى فضول ثيابي
  أفيحسب الأقوام أني نائم ... أو ساهر للهول أقرع نابي
  الهول عندي حين يمنع ظهره ... أدنى وأهون من طنين ذباب
  إن كنت يا صنعاء أكبر همتي ... وذمار إن ذكرت أجلّ طلابي
  فليزهد الأعداء فيّ فإنني ... واهي العزيمة ضائع الأسلاب
  إني إذا خمد اللئام رأيتني ... كالشمس بارزة بغير حجاب
  سأقودها شعث النواصي شزّبا ... كالبحر ذات تغطمط وعباب
  حتى تصعّد بالصعيد جيادها ... وتظم غزنة من وراء الباب
(١) في (ب): شفار.
(٢) في (ب): العظيم.