الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته #، وانتصابه للأمر العام ومنتهى عمره #

صفحة 303 - الجزء 2

  فهل أثلات الواد شرقي مجزر⁣(⁣١) ... كعهدي نضيرات الغصون سوامي

  ويا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بشط معين حاسرا للثامي

  وما حال دارات لهم قد عهدتها ... بأيمن سليام وأيسر حام

  بها كل مكسال كأن جبينها ... سماوة بدر لاح تحت غمام

  حمتها رماح الخط في كل غارة ... بأيدي كرام الجد غير لئام

  فإن تطهروا⁣(⁣٢) الآفاق من دنساتها ... أتاكم سوادي عاجلا وخيامي

  أمثلي ينام الليل ملأ جفونه ... وديني مضيم والعداة أمامي

  وكم سائل عن بغيتي ثم قال لي ... مرادك نجدي وأنت تهامي

  فكلت له بالصاع ثم أجبته ... هواك يمانيّ وأنت شامي

  أيعظم من مثلي مرام معظم ... وسمك محل النجم دون مرامي

  ولا بد من يوم تظل به الظبا ... تمج نجيعا من رؤوس طغام

  وتقدم الإمام # حتى انتهى إلى أثافت، ولم يزل # يرحض أدران الفساد، ويسعى في صلاح العباد، حتى جرت الأحكام على موافقة الدين، وخسأت عفاريت المتمردين، واستحكمت الأمور في الظاهر كله بعد أن كان فيه من الفساد ما يكثر، فطهره # وانتظمت الأمور في الجوف وصعدة وأعمالها، ونجران ونواحيه، والجهات المغربية، ونفذت دعوته إلى الحجاز فبويع له وأقيمت الجمع في ينبع وخيبر وكانت الحقوق الواجبة تصل إليه من تلك الجهات على سبيل الاستمرار، ووصله من وصل من الشرفاء الحسنيين للجهاد في سبيل الله ø بين يديه، فعز بهم الدين، واشتدت شوكة المسلمين، وكانت الغوائر إلى نواحي تهامة حالا بعد حال حتى أجلي كثير من أهلها من تتابع الغوائر، وكانت


(١) منطقة قرب براقش.

(٢) في (ب): تطهر.