الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل نختم به الكتاب

صفحة 356 - الجزء 2

  آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال»⁣(⁣١) فهل علمت أيها السامع أن أحدا نجا في زمن نوح # إلا من اعتصم بالسفينة العاصمة، ومن برح عنها أخذته أمواج الانتقام المتلاطمة، كذلك العترة $، قال بعض الشعراء:

  أعاذل إنّ كساء التّقى ... كساني حبي لأهل الكسا

  سفينة نوح ومن يعتصم ... بحبلهم يعتلق بالنجا

  هم أدلة الحق فلا ترفض دليلك، وصراط الدين السّويّ فلا تنكب سبيلك، أما إن كل منصف يعلم باليقين أن رسول اللّه ÷ لو كان في الأحياء لساءه ما ارتكبته أمّته في عترته من قتل وتطريد وتمزيق وتشريد.

  لا أضحك اللّه سنّ الدّهر إن ضحكت ... وآل أحمد مطردون قد قهروا

  مخلّئون نفوا عن عقر دارهم ... كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفروا

  إذا قام منهم القائم بعد جمعه لخصال الكمال، وتبريزه في محاسن الخلال، تلقت جفاة الأمة دعوته بالإنكار، وحكموا يا لهم الويل بأنه من الأشرار، ورفضوا قول النّبي المختار ÷ الأطهار، حيث يقول: «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبّه اللّه على منخريه في نار جهنم»⁣(⁣٢)، فهذا نص نبوي بالكبّ في النار، لمن رفض قائم العترة الأبرار، فما ترى حكمه إذا شفع بالملام، وحكم عليه بأنه من الخوارج على أهل الإسلام، وحث على محاربته، وأفتى بجواز معاداته ومناصبته، يا ويحه ما ذا ارتكب، وأي سبيل تنكّب، صدّ عن


(١) أخرجه الإمام الهادي في الأحكام ١/ ٤٠، والإمام علي بن موسى الرضى عن آبائه في صحيفته ٤٦٤ بلفظ «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها زج في النار» والمرشد بالله في أماليه ١/ ١٥٢، وأبو طالب في أماليه ١٣٦، والحاكم ٢/ ٣٤٣ بلفظ «أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى» وقال حديث صحيح على شرط مسلم والطبراني والأوسط برقم ٥٣٩٠، والكبير ٣/ ٤٥ برقم ٢٦٣٦.

(٢) أخرجه المؤيد بالله في التجريد ٢/ ٢٥٥، والطبري في تاريخه ٥/ ٤٠٧.