الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل نختم به الكتاب

صفحة 361 - الجزء 2

  مصفّون في الأحساب محضون نجرهم ... هم المحض منّا والصريح المهذب

  خضمّون أشراف لهاميم سادة ... مطاعيم أيسار إذا الناس أجدبوا

  إذا ما المراضيع الخماص تأوّهت ... من البرد إذ مثلان سعد وعقرب

  وحاردت النّكد الجلاد ولم يكن ... لعقبة قدر المستعيرين معقب

  وبات وليد الحي طيان ساغبا ... وكاعبهم ذات العفاوة أسغب

  إذا نشأت منهم بأرض سحابة ... فلا النبت محضور ولا البرق خلّب

  إذا ادلمست ظلماء أمرين حندس ... فبدر لهم فيها مضيء وكوكب

  وإن هاج نبت العلم في الناس لم تزل ... لهم تعلة خضراء منه ومذنب

  لهم رتب فضل على الناس كلّهم ... فضائل يستعلي بها المترتّب

  مساميح منهم قائلون وفاعل ... وسبّاق غايات إلى الخير مسهب

  أولاك نبيّ اللّه منهم وجعفر ... وحمزة ليث الفيلقين المجرّب

  وحيدرة الكرار في كل معرك ... إذا صارت الأبطال فيه تقصب⁣(⁣١)

  هم ما هم وترا وشفعا لقومهم ... لفقدانهم ما يعذر المتحوّب⁣(⁣٢)

  وقال في قصيدة أخرى:

  قوم إذا املولح الرجال على ... أفواه من ذاق طعمهم عذبوا

  هينون لينون في بيوتهم ... سنخ التقى والفضائل الرتب

  إن نزلوا فالغيوث باكرة ... والأسد أسد العرين إن ركبوا

  والطيبون المبرّءون من ال ... آفة والمنجبون والنجب

  والسالمون المطهّرون من العي ... ب ورأس الرؤوس لا الذّنب

  زهر أصحاء لا حديثهم ... واه ولا في أديمهم عطب

  والعارفو الحقّ للمدل به ... والمستقلّو كثير ما وهبوا


(١) نقل هذا البيت من حاشية النسخة «ب».

(٢) انظر هاشميات الكميت ٤٣ - ٨١.