الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل نختم به الكتاب

صفحة 360 - الجزء 2

  وإني على الأمر الّذي تكرهونه ... بقولي وفعلي ما استطعت لأجنب

  وإني لمن شايعتم لمشائع ... وإني فيمن سبّكم لمسبّب

  يشيرون بالأيدي إليّ وقولهم ... ألا خاب هذا والمشيرون أخيب

  فطائفة قد أكفروني بحبّكم ... وطائفة قالوا مسيء ومذنب

  فما ساءني تكفير هاتيك منهم ... ولا عيب هاتيك التي هي أعيب

  يعيبونني من جهلهم وضلالهم ... على حبّكم بل يسخرون وأعجب

  وقالوا ترابيّ هواه ورأيه ... بذلك أدعى فيهم وألقّب

  فلا زلت منهم حين يتهمونني ... ولا زلت في أشياعكم أتقلب

  على ذاك إجريّاي وهي ضريبتي ... ولو جمعوا طرا عليّ وأجلبوا

  وأحمل أحقاد الأقارب فيكم ... وينصب لي في الأبعدين وأنصب

  بخاتمكم كرها تجوز أمورهم ... فلم أر غصبا مثله حين يغصب

  وبدّلت الأشرار بعد خيارها ... وجدّ بها من أمة وهي تلعب

  وجدنا لكم في آل (حم) آية⁣(⁣١) ... تأوّلها منّا تقيّ ومعرب

  وفي غيرها أيا وأيا تتابعت ... لكم نصب فيها لذي الشكّ منصب

  بحقكم أمست قريش تقودنا ... وبالفذّ منها والرّديفين نركب

  إذا اتضعونا كارهين لبيعة ... أناخوا لأخرى والأزمّة تجذب

  وقال فيها:

  ألم ترني من حبّ آل محمّد ... أروح وأغدوا خائفا أترقّب

  كأني جان محدث وكأنما ... بهم يتّقي من خشية العرّ أجرب

  على أيّ جرم أم بأيّة سيرة ... أعنّف في تقريظهم وأكذّب

  أناس بهم عزّت قريش فأصبحوا ... وفيهم خباء المكرمات المطنب


(١) إشارة إلى قوله تعالى: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}⁣[الشورى: ٢٣].