الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل نختم به الكتاب

صفحة 371 - الجزء 2

  أرى فيّهم في غيرهم متقسّما ... وأيديهم من فيّهم صفرات

  فآل رسول اللّه نحف جسومهم ... وآل زياد غلّظُ القصرات

  بنات زياد في القصور مصونة ... وآل رسول اللّه في الفلوات

  إذا وتروا مدّوا إلى واتريهم ... أكفا عن الأوتار منقبضات

  فلو لا الّذي أرجوه في اليوم أو غد ... تقطّع قلبي إثرهم حسرات

  خروج إمام لا محالة خارج ... يقوم على اسم اللّه والبركات

  يميّز فينا كلّ حقّ وباطل ... ويجزي على النعماء والنّقمات

  سأقصر نفسي جاهدا عن جدالهم ... كفاني ما ألقى من العبرات

  فيا نفس طيبي، ثمّ يا نفس أبشري ... فغير بعيد كلّ ما هو آت

  فإن قرّب الرحمن من تلك مدتي ... وأخّر من عمري لطول حياتي

  شفيت ولم أترك لنفسي رزيّة ... وروّيت منهم منصلي وقناتي

  أحاول نقل الشمّ عن مستقرّها ... وأسمع أحجار من الصّلدات

  فمن عارف لم ينتفع ومعاند ... يميل مع الأهواء والشّهوات

  إذا قلت عدلا أنكروه كمنكر ... فغطّوا على التّحقيق بالشّبهات

  قصاراي منهم أن أموت بغصّة ... تردّد بين الصّدر واللّهوات

  كأنّك بالأضلاع قد ضاق رحبها ... لما ضمّنت من شدّة الزّفرات⁣(⁣١)

  وحكى الشيخ أبو الفرج في الأغاني: أن دعبلا كتب هذه القصيدة فيما يقال في ثوب وأحرم فيه، وأمر بأن تكون بين أكفانه. وقال الشيخ أبو الفرج ¦: أخبرني أحمد بن عبد اللّه بن عمار ومحمد بن أحمد الحليمي⁣(⁣٢) قالا:

  حدثنا يعقوب بن إسرائيل قال: حدثني أنس بن عبد اللّه النبهاني قال: حدثني


(١) ديوان دعبل الخزاعي ١٣١ - ١٤٥. (وفيه زيادة ونقص واختلاف في الروايات).

(٢) في (ب): الحكيمي.