الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل نختم به الكتاب

صفحة 370 - الجزء 2

  إلى الحشر حتى يبعث اللّه قائما ... يفرّج منها الهمّ والكربات

  نفوسا لدى النهرين من بطن كربلا ... معرّسهم فيها بشطّ فرات

  أخاف بأن أزدارهم فيشوقني ... معرّسهم بالجزع من نخلات

  تقسّمهم ريب المنون كما ترى ... لهم عقوة مغشية الجمرات

  سوى أنّ منهم بالمدينة عصبة ... مدى الدهر أنضاء من الأزمات

  قليلة زوّار خلا بعض زوّر ... من الضبع والعقبان والرّخمات

  لها كل حين نومة لمضاجع ... لهم في نواحي الأرض مختلفات

  وقد كان منهم بالحجاز وأرضها ... مغاوير يجتازون في السّروات

  تنكّب لأواء السنّين جوارهم ... فلم تصطليهم جمرة الجمرات

  حمى لم تضره المندبات وأوجه ... تضيء من الأستار في الظلمات

  إذا أوردوا خيلا تشمس بالقنى ... مساعر جمر الموت والغمرات

  وإن فخروا يوما أتوا بمحمّد ... وجبريل والفرقان ذي السّورات

  أولئك لا شيخ هند وتربها ... سميّة من نوكى ومن قذرات

  ملامك في آل النّبي فإنّهم ... أودّاي ما عاشوا وأهل ثقاتي

  تخيّرتهم رشدا لأمري لأنّهم ... على كلّ حال خيرة الخيرات

  فيا ربّ زدني في يقيني بصيرة ... وزد حبّهم يا ربّ في حسناتي

  بنفسي أنتم من كهول وفتية ... لفكّ عناة أو لحمل ديات

  وللخيل لمّا قيّد الموت خطوها ... فأطلقتم منهنّ بالذربات

  أحبّ قصيّ الرّحم من أجل حبّكم ... وأهجر فيكم زوجتي وبناتي

  وأكتم حبيكم مخافة كاشح ... عنيف لأهل الحق غير موات

  لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها ... وإني لأرجوا الأمن بعد وفاتي

  ألم تر أنّي مذ ثلاثين حجّة ... أروح وأغدو دائم الحسرات