الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل نختم به الكتاب

صفحة 373 - الجزء 2

  ألا مصاليت يغضبون لهم ... بسلّة البيض والقنا الذابل

  فأمر بعضهم أن يأتيه برأسه فوصل وقد مات، وروي أنه قال: لقد هممت أن أنبشه. وله أشعار كثيرة في أهل البيت $ منها قوله:

  آل الرسول خيار الناس كلّهم ... وخير آل رسول اللّه هارون

  رضيت حكمك لا أبغي به بدلا ... لأنّ حكمك بالتوفيق مقرون

  وقال علي بن العباس الرومي - وهو مولى المعتصم - يرثي السيد الإمام الفاضل يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، وكان قد قتله بنو العباس فذكر طرفا من مثالبهم ومناقب أهل البيت $ وهي:

  أمامك فانظر أيّ نهجيك تنهج؟ ... طريقان شتى: مستقيم وأعوج

  ألا أيّ هذا الناس: طال ضريركم ... بآل رسول اللّه فاخشوا أو ارتجوا

  أفي كلّ يوم للنبي محمّد ... قتيل زكيّ بالدماء مضرّج

  تبيعون فيه الدين شرّ أئمة ... فلله دين اللّه قد كاد يمرج

  لقد ألحجوكم في حبائل فتنة ... وللملحجوكم في الحبائل ألحج

  بني المصطفى كم يأكل الناس شلوكم ... لبلواكم عما قليل مفرّج

  أما فيهم راع لحقّ نبيه ... ولا خائف من ربّه متحرّج؟

  لقد عمهوا ما أنزل اللّه فيكم ... كأن كتاب اللّه فيهم ممجمج!

  لقد خاب من أنساه منكم نصيبه ... متاع من الدنيا قليل وزبرج

  أبعد المكنى بالحسين شهيدكم ... تضيئ مصابيح الظلام فتسرج

  لنا وعلينا لا عليه ولا له ... تسحسح أسراب الدموع وتنشج

  وكيف نبكّي فائزا عند ربّه ... له في جنان الخلد عيش مخرفج⁣(⁣١)


(١) المخرفج: الواسع.