فصل نختم به الكتاب
  فإن لا يكن حيّا لدينا فإنّه ... لدى اللّه حيّ في الجنان مزوّج
  وقد نال في الدنيا سناء وهيبة ... وقام مقاما لم يقمه مزلّج(١)
  شوى ما أصابت أسهم الدهر بعده ... هوى ما هوى أو مات بالرمل بحرج
  وكنّا نرجّيه لكشف عماية ... بأمثاله أمثالها تتبلّج
  فساهمنا ذو العرش في ابن نبيه ... ففاز به واللّه أعلى وأفلج
  مضى ومضى الفرّاط من أهل بيته ... يؤمّ بهم ورد المنيّة منهج
  فأصبحت لا هم أبسئوني بذكره ... كما قال قبلي في السنين مؤرّج(٢)
  ولا هو أنساني أساي عليهم ... بلى هاجه، والشجو للشجو أهيج
  أبيت إذا نام الخليّ كأنّما ... تبطن أجفاني سيال وعوسج
  أيحيى العلا لهفي لذكراك لهفة ... يباشر مكواها الفؤاد فينضج
  أحين تراءتك العيون جلاءها ... وإقذاءها ظلت مراثيك تنسج
  بنفسي وإن فات الفداء بك الرّدى ... محاسنك اللائي تمحّ فتنهج
  لمن تستجدّ الأرض بعدك زينة ... فتصبح في أثوابها تتبرّج
  سلام وريحان وروح ورحمة ... عليك وممدود من الظلّ سجسج
  ولا برح القاع الّذي أنت جاره ... يرفّ عليه الأقحوان المفلّج
  ويا أسفا أن لا تردّ تحيّة ... سوى أرج من طيب رمسك يأرج(٣)
  ألا إنما ناح الحمائم بعد ما ... ثويت، وكانت قبل ذاك تهزج
  أذمّ إليك العين إنّ دموعها ... تداعي لنار الشّوق حين توهّج(٤)
  وأحمدها لو كفكفت عن غروبها ... عليك وخلّت لا عج الحزن يلعج
(١) المزلج: الناقص المروءة.
(٢) المؤرج: الذي يلقي العداوة بين القوم. القاموس ص ٢٢٩.
(٣) الرمس: القبر.
(٤) في الديوان «تداعي بنار الحزن حين توهج».