الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

(وقعة الجمل)

صفحة 64 - الجزء 1

  وروينا بالإسناد⁣(⁣١) إلى السيد أبي العباس أحمد بن إبراهيم⁣(⁣٢) الحسني ¥ بإسناده إلى ابن مسعود قال: قلت: يا رسول الله من يغسلك إذا متّ؟ قال:

  يغسّل كلّ نبي وصيّه، قال: قلت: يا رسول الله من وصيك؟ قال: علي بن أبي طالب، قلت: يا رسول الله كم يعيش بعدك؟، قال: ثلاثين سنة، وإن يوشع بن نون عاش بعد موسى ثلاثين سنة، وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى، وقالت: أنا أحق بالأمر منك، فقاتلها وقاتل مقاتلتها، وأسرها وأحسن أسرها، وإن بنت أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا من أمتي، فيقاتلها ويقاتل مقاتليها، ويأسرها ويحسن أسرها، وفيها وفي صفراء أنزل الله: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى}⁣[الأحزاب: ٣٣](⁣٣)، يعني صفراء في خروجها على يوشع بن نون.

  وروينا عنه ¥ رواه بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷ لنسائه: ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأذنب؟ لا تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها، وعن يسارها قتلى كثير في النار⁣(⁣٤).

  قال الشيخ العالم أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد الزيدي ¥ في كتاب المحيط بالإمامة: ولا شبهة عند أهل النقل أن النبي ÷ كان أخبر عائشة أن كلاب الحوأب تنبحها في سيرها، وأنها لمّا بلغت الحوأب ونبحتها كلابه، سألت الجمّال عن ذلك الموضع فعرّفها أنه الحوأب، فأمرت أن يناخ بعيرها واضطربت، حتى جاء أصحابها، وحلف - على ما في الخبر - نحو ثلاثين


(١) في (ب): الموثوق به.

(٢) (أحمد بن إبراهيم) ساقط من (أ).

(٣) المصابيح ٣٠٥ برقم ١٥١.

(٤) المصابيح ٣٠٦ برقم ١٥٤، وحكى ما يوافق ذلك الاستيعاب رقم ٤٧٤، وكنز العمال ٥/ ٤٩٢.