الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

(وقعة الجمل)

صفحة 70 - الجزء 1

  الشجرة، وثمانون بدريا، وأول وقائعهم وقعة الأشتر مع أبي الأعور السلمي وكانا قد سبقا العسكرين، ثم وقعة الماء عند نزول العسكر بصفين. قال السيد أبو العباس ¥: قتل في اليوم الأول زيادة على ألف رجل سوى الجرحى، وأميرهم يومئذ عمار بن ياسر | في خمسة عشر ألفا⁣(⁣١).

  قال: وفي حديث أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي أن أمير المؤمنين # شخص من النخيلة لخمس مضين من شوال، ولم يقاتلوا إلا غرة صفر، إلا ما كان من القتال حين وردوا الماء أولا، ثم اتصل القتال شهر صفر كله إلى ليلة الهرير من ربيع الأول، وكانت في صفين أخبار يطول ذكرها.

  فمن ذلك ما روي أن عليّا # خطب في بعض أيام صفين وحث الناس على القتال، فقام قيس بن سعد بن عبادة فتكلم، فلامه المشيخة على أن تكلم أوّلا فقال: إنكم لسادتي وعمومتي ولكن وجدت الدين في صدري قد جاش فلم أجد بدا من الكلام، وكتب إلى معاوية كتابا أوله:

  معاوي قد كنت رخو الخناق ... فألقحت حربا تضيق الخناقا

  من قصيدة. وخرج في بعض أيام صفين يرتجز ويقول:

  أنا ابن سعد وأبي عبادة ... والخزرجيّون رجال سادة

  ليس فراري في الوغى بعادة ... يا ذا الجلال لقّني الشهادة

  شهادة تتبعها سعادة ... حتى متى تثنى لي الوسادة

  فخرج إليه بسر، فجرحه قيس وانهزم بسر، وروي أن معاوية دعا بالنعمان ابن بشير وسلمة بن مجالد، وذم الأنصار، وقال: ما لقيت منهم؟ لا أسأل عن رجل إلا قيل: قتله⁣(⁣٢) فلان الأنصاري، فبلغ ذلك قيسا، فقال بعد كلام: بلغني أن


(١) المصابيح ٣١٢ - ٢١٣.

(٢) في (ج): قتل.