(وقعة الجمل)
  ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني يعني علي بن أبي طالب فإن سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا فاسلك وادي علي، وخل عن الناس، يا عمار إنّ عليّا لا يردك عن هدى، ولا يدلك على ردى، يا عمار طاعة عليّ طاعتي، وطاعتي طاعة الله».
  ولما قتل عمار ¥ قويت بصائر المسلمين في الجهاد بين يدي أمير المؤمنين #، وكان خزيمة بن ثابت كافا لسلاحه حتى قتل عمار فسل سيفه، وقال: قد حلّ لي القتال فقاتل حتى قتل |.
  وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: اليوم صح لي أنك يا معاوية على الباطل؛ لأني سمعت رسول الله ÷ يقول لعمّار: «تقتلك الفئة الباغية»(١) فقال معاوية: أنحن قتلناه؟ إنما قتله من جاء به. قال: فإنما قتل حمزة النبي ÷، ولما رأى علي # عمّارا مقتولا وقف عليه وقال: «إنا لله وإنا إليه راجعون، إن امرأ لم تدخل عليه مصيبة من قتل عمار فما هو من الإسلام في شيء» ثم قال: «رحم الله عمارا يوم قتل، ويوم يبعث، ويوم يسأل» فوالله لقد رأيت عمارا، وما يذكر من أصحاب النبي ÷ ثلاثة إلا كان رابعهم، ولا أربعة، إلا كان خامسهم، إن عمارا وجبت له الجنة في غير موطن، فهنيئا له الجنة، ولقد قتل مع الحق، والحق معه، فقاتل عمّار وسالب عمار، وشاتم عمار في النار، وصلى عليه عليّ # ودفنه.
  وروى الحاكم ¥ عن عبد الله بن سلمة قال: رأيت عمارا يوم صفين شيخا آدم طوالا أخذ الحربة بيده، ويده ترتعد وهو يقول: والذي نفسي بيده لقد قاتلت هذه الراية مع رسول الله ÷ ثلاث مرات وهذه الرابعة والذي نفسي بيده
(١) أخرجه مسلم ٤ / رقم ١٨٧٤، والطبراني في الأوسط ٤ / رقم ٣٤٣٨، والبيهقي في السنن ٢/ ١٤٨، ومسند أحمد ٤/ ٣٧ رقم ١١١٣١، والترمذي ٥/ ٦٢٢ رقم ٣٧٨٨، ومجمع الزوائد ٩/ ١٦٢، والدارمي ٢/ ٤٣٢، والشجري ١/ ١٤٣.