المجموع الفقهي والحديثي،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

علمه ومشائخه

صفحة 41 - الجزء 1

  نعم لقد صاغ بهمته العالية إبداعه وتميزه في شتى فنون العلم، فبرع في الفقه، والتفسير، والحديث، وكان له القدح المعلى في كل ذلك، كما عرف مناظراً فطحلاً، لا تنقض له حجة، ولا يصمد أمامه محاجج، قال عنه أبو حنيفة النعمان: ما رأيت في زمنه أفقه منه، ولا أعلم، ولا أسرع جواباً، ولا أبين قولاً، لقد كان منقطع القرين⁣(⁣١) وشهد له المحدث الكبير سليمان بن مهران الأعمش بقوله: ما رأيت فيهم يعني أهل البيت أفضل منه، ولا أفصح، ولا أعلم⁣(⁣٢).

  أما سلمة بن كهيل فكان يقول: ما رأيت أنطق لكتاب الله من الإمام أبي الحسين⁣(⁣٣)، وقد قال عنه ابن أخيه الإمام جعفر الصادق: كان والله أقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا لدين الله⁣(⁣٤)، وقال سفيان الثوري: قام مقام الحسين بن علي، وكان أعلم خلق الله بكتاب الله، والله ما ولدت النساء مثله⁣(⁣٥).

  وما هذه المقولات إلا قيضاً من فيض ما قيل فيه، فقد أثار إعجاب العلماء والعظماء سواء من عاصره ومن لم يعاصره، وقائمة الاعتراف بسبقه، وعلمه، وفضله، ما تزال مفتوحة تستقبل تواقيع المبدعين.

  أما مشائخه فمن أبرزهم

  أبوه زين العابدين، وأخوه الأكبر محمد الباقر، والصحابي الجليل عامر بن واثلة، المعروف بأبي الطفيل، وعبيد بن أبي رافع، وعروة بن الزبير، وجابر بن عبدالله الأنصاري، ومحمد بن أسامة بن زيد، وغيرهم.


(١) نور الأبصار للشبلنجي ٢١٥.

(٢) أعيان الشيعة ج ٧/ ١٠٨.

(٣) المنهاج الجلي (خ).

(٤) المنهاج الجلي (خ).

(٥) أمالي الإمام أبي طالب # ٧٩.