المجموع الفقهي والحديثي،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

تراثه الفكري

صفحة 51 - الجزء 1

  على رسول الله، وعلي وفاطمة وخديجة والحسن والحسين، وهم عنك راضون، فقال الإمام: صدقت يا بني، فأي شيء تريد أن تصنع؟ قال يحيى: أجاهدهم إلا أن لا أجد الناصر، قال: نعم يا بني، جاهدهم، فوالله إنك لعلى حق، وإنهم لعلى باطل، وإن قتلاك في الجنة، وقتلاهم في النار⁣(⁣١)، هذا ودفن # بجوار النهر، وحول الماء من عليه، لكن الأمويين لم يكتفوا بقتله، وإنما أعلنوا في الأسواق عن جائزة مغرية لمن يدلهم على قبره، ففعل ذلك بعض ضعفاء النفوس، ومن ثم عمدوا في دناءة - ما عرف لها التاريخ مثيلاً - إلى نبشه من قبره، ثم قاموا بفصل رأسه عن جسده، فأما الرأس فأرسل إلى الشام، ثم إلى مدينة جده رسول الله، وأما الجسد فصلبوه بالكناسة على عمود، ولله القائل:

  غداة ابن النبي أبو حسين ... صليب بالكناسة فوق عودي

  يظل على عمودهم ويمسي ... بنفسي أعظماً فوق العمودي

  وظل كذلك لفترة دامت أكثر من سنة، ثم أنزلوه وأضرموا ناراً، فأحرقوا الجسد الشريف، حتى إذا صار رماداً ذروه في نهر الفرات، قال الشاعر:

  لم يكفهم قتله حتى تعاقبه ... نبش وصلب وإحراق وتغريق

تراثه الفكري

  هذا وقد ترك الإمام زيد تراثاً فكرياً عظيماً، اتسم بالتجدد والعطاء، وصلاحيته لكل زمان ومكان، وهو لسان المذهب الزيدي، ومرجعية الباحثين، ومما حفظه التاريخ لنا ما يلي:

  ١ - مجموع الإمام زيد، ويشتمل على المجموع الفقهي والحديثي، وهو هذا الذي بين يديك.

  ٢ - تفسير غريب القرآن (طبع).


(١) المصابيح (خ).