علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

1 - الموضوع:

صفحة 102 - الجزء 1

  والكَّرامية⁣(⁣١)، والخطَّابيه⁣(⁣٢)، وغيرهم من أهل الإعتقادات الرديه والمقالات الفريه، استرسلوا في وضع الأحاديث والآثار، حتى طار ما اختلقوه كل مطار، وانتشر ذلك في الأنجاد، والأغوار، وسار في ديار الإسلام ما لم يسر قمر حيث سار، وكاد يغلب في الكثرة ما يعتمد عليه من صحيح الأخبار، وجعله ذريعة إلى الباطل كثير الأشرار، وسواد عظيم ممن ليس له معرفة بالحديث من الأخيار من عوام المتفقهين، ونساك المتعبدين والمتصوفين، والذاهبين إلى قبول المجهولين، تصديقاً للحديث النبوي: (إنه سيكذب عليَّ)⁣(⁣٣)، ولقد قال شعبة⁣(⁣٤): (لم يفتش عن الحديث أحد تفتيشي، فوجدت ثلثي ما فتشت عنه كذباً وقال: وقال ابن معين⁣(⁣٥): (كتبنا عن الكاذبين


(١) تقدم تعريفها في أول الحديث عن الموضوع.

(٢) نسبة إلى أبي الخطاب محمد بن أبي زينب.

(٣) تقدم تخريجه والكلام حوله في موضوع (الحديث الصحيح من وجهة نظر أهل البيت $).

(٤) شعبة بن الحجاج من الورد العتكي البصري ولد سنة ٨٢ هـ، وهو أحد الحفاظ المشهورين وشيخ مشائخ أهل الجرح والتعديل روي عن أئمة أهل البيت $ وإذا روي عن الإمام زيد بن علي # كان يقول: حدثني سيد الهاشميين زيد بن علي، وكان أحد أنصار الإمام إبراهيم بن عبدالله سنة ١٤٥ هـ سأله جماعة عن خروج الإمام إبراهيم فقال: أرى أن تخرجوا معه وتعينوه مايبعدكم؟ هي بدر الصغرى وفي رواية أتسألني عن الخروج مع ابن رسول الله ÷؟ والله لهوعندي بدر الصغرى توفي ¦ سنة ١٦٠ هـ (انظر تهذيب الكمال: ٤٧٩/ ١٢)، (سير أعلام النبلاء: ٢٠٢/ ٧)، تذكرة الحفاظ: (٩٣/ ١).

(٥) يحيى بن معين بن عون المري الغطفاني أحد الحفاظ، وكان شديد الطعن فيمن خالفه في الرأي، أو المذهب وقيل فيه لشدة طعنه في الرواة: