علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

6 - الجهالة بالراوي:

صفحة 124 - الجزء 1

  أقسام المضطرب:

  ينقسم المضطرب بحسب موقع الإضطراب إلى قسمين هما:

  أ - مضطرب السند.

  ب - مضطرب المتن.

  أ - مضطرب السند:

  وهو الذي يقع الاضطراب في السند فقط، وأكثر ما يقع فيه.

  مثل: حديث أبي بكر أنه قال: يارسول الله، أراك شبت قال: (شيبتني هود وأخوانها).

  قال الدار قطني: (هذا حديث مضطرب فإنه لم يُروَ إلا من طريق أبي إسحاق، وقد اختلف عليه فيه على نحو عشرة أوجه: فمنهم من رواه عنه مرسلاً ومنهم من رواه موصولاً، ومنهم من جعله من مسند أبي بكر، ومنهم من حمله من مسند سعد، ومنهم من جعله من مسند عائشة، ورواته ثقات لا يمكن ترجيح بعضه على بعض والجمع متعذر)⁣(⁣١).

  وقد يتبادر إلى ذهن الباحث في مثل هذا الإسناد المضطرب، أن الإختلاف فيه على هذه الأوجه المتباينة كما ذكرها الدار قطني لا ينبغي أن يمنع من صحة الحديث ما دام مردوداً بين ثقات متساوين يتعذر بينهم الترجيح. وهذا الفهم المتبادر مقبول إجمالاً. غير أن الحكم على الحديث عند التعارض مثلاً، لابد أن يصنف رواياته درجات فيها الصحيح وفيه الأصح (فحديث لم يختلف فيه عن راويه أصلاً أصح من حديث اختلف فيه في الجملة) ومن هنا كان مجرد الإضطراب في الإسناد أمارة على الضعف، لأن


(١) تدريب الروي: ٩٤.