علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثالث المردود بسبب طعن في الراوي

صفحة 125 - الجزء 1

  تساوي الروايات في الدرجة وعدم تعارضهما يمنعان الحكم بأيها أصح فكأن تعادلهما في الصحة تعادل في الضعف، إذ لا مرجح للأخذ بواحدة منها وإغفال سائرها⁣(⁣١).

  ب - مضطرب المتن:

  وهو ما كان الاضطراب في متن الحديث مثل مارواه الترمذي عن شريك عن أبي حمزة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت: سئل رسول الله ÷ عن الزكاة فقال: (إن في المال لحقاً سوى الزكاة) ورواه ابن ماجة من هذا الوجه (ليس في المال حق سوى الزكاة قال العراقي: (فهذا إضطراب لا يحتمل التأويل)⁣(⁣٢)، ومن الأمثلة على السند والمتن أيضا ما ذكره الإمام المؤيد بالله⁣(⁣٣)، في شرح التجريد⁣(⁣١) بعد أن ساق الإسناد


(١) انظر علوم الحديث ومصطلح: ١٨٨ - ١٨٩.

(٢) تيسير مصطلح الحديث: ١١٣.

(٣) الإمام المؤيد بالله أبو الحسين أحمد بن الحسين بن هارون الحسيني ولد بآمل طبرستان سنة (٣٣٣) هـ ونشأ في حجر أسرة علوية كريمة تقية، برع في كل العلوم، وحقق منطوقها والمفهوم، وعرف بعالم الحديث، وناقده دراية ورواية، وله الكثير من المؤلفات، كل واحد منها شاهد على رسوخه في العلم، ومنها: كتاب (النبوات) طبع بعنوان إثبات نبوة محمد ÷، كتاب (التحريد) في فقه الإمامين الأعظمين الإمام القاسم بن محمد بن إبراهيم وحفيده يجيى بن الحسين @، وكتاب (شرح التحريد)، وكتاب (البلغة) في الفقه، وكتاب (الإفادة) في الفقه، وكتاب (الزيادات)، وكتاب (إعجاز القرآن)، وغيرها الكثير، وقد تتلمذ على يديه كثير من الأئمة العلماء منهم الامام الموفق بالله والد الإمام المرشد بالله، والإمام مانكديم (وجه القمر) أحمد بن أبي هاشم وهو الذي قام بأمر الإمامة - أي وجه القمر - بعده بلنجا سنة (٤١٧) هـ، والفقيه الهوسمي وغيرهم، وقد قام بهذه الجهود الفكرية والعلمية مع انشغاله بأمور المسلمين وقيامه بالأمامة وكانت وفاته عليه سلام الله ورحمته (٤١١) هـ.