الفصل الثالث المردود بسبب طعن في الراوي
  في أخبار القلل قال #: (هذه الأخبار قد رويت ولكن فيها وجوه من الكلام منها إن في سندها اضطراباً يدل على ضعفها إلى أن قال: فأما ضعف الإسناد فلأن بعض الرواة قال: محمد بن عباد بن جعفر بن الزبير وبعضهم قال: محمد بن جعفر ومنهم من قال: عبدالله ومنهم من قال: عبيد الله بن عبدالله، فدل على ضعف إسنادها، وأنه لم يضبط حق الضبط فإن قيل لا يمتنع أن يكون خبر الواحد يرويه جماعة فيكون هذا الخبر قد رواه محمد بن عباد بن جعفر، ومحمد بن جعفر، وعبدالله بن عبدالله، وعبيدالله بن عبدالله، فلا يجب أن يجعل ما ذكرتم طعناً فيه قيل له نحن لم ندع أن هذا الخبر ورد على وجه يستحيل أن يرد الخبر عليه، ولو كان كذلك لقطعنا على أنه كذب وأسقطناه، وإنما لم نقل كذلك.
  وقلنا: إنه يدل على إضطراب مسنده للإحتمال الذي ذكرتموه، ثم ساق ¦ سند الروايات الدالة على إضطراب المتن - إلى أن قال: عن عبدالله بن عمر عن أبيه أن النبي ÷ قال: (إذا بلغ الماء قلتين أو ثلاثا لم ينجسه شي).
  وروي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: قال رسول الله ÷: (إذا كان الماء أربعين قلة لم يحمل الخبث)، وروي في بعض الأخبار: (إذا كان الماء قلة أو قلتين) فبان بما ذكرناه تعارض هذه الأخبار لأن هذا القول عند المخالف خرج مخرج التحديد
(١) شرح التحريد هو للإمام المؤيد بالله الآنف الذكر يقع في أربعة مجلدات وهو شرح لكتابه التحريد الذي ألفه في فقه الإمام القاسم وحفيده الامام الهادي @ يأتي فيه بكلامهما ثم يبسط الأدلة عليه من الكتاب والسنة والإجماع والقياس وهو من أجل معتمدات أهل البيت في هذا الفن وفريد نوعه.