الإسناد وأهميته
الفصل الأول الإسناد وأهميته ولطائفه
  تعريف الإسناد: له معنيان:
  الأول: عزو الحديثه إلى قائله مسنداً.
  والثاني: سلسلة الرجال الموصلة للمتن، وهو بهذا المعنى مرادف للسند.
  أهميته:
  يعتبر الإسناد بنقل الثقة خصوصية فاضلة، وعظيمة للأمة الإسلامية، وليست لغيرها من الأمم السابقة.
  قال محمد بن المظفر: (إن الله أكرم هذه الأمة وشرفها، وفضلها بالإسناد، وليس لأحد من الأمم قديمها، وحديثها، إسناد موصول، إنما هو صُحُف في أيديهم، وقد خلطوا بكتبهم أخبارهم، فليس عندهم تمييز بين ما نزل من التوراة والإنجيل، وبين ما ألحقوه بكتبهم من الأخبار اتخذوها من غير الثقات)(١).
  ونظراً لهذه الأهمية فقد دلت عليه بعض الآيات القرآنية قال مالك في تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}[الزخرف: ٤٤]، قول الرجل أخبرني أبي عن جدي، ومثله عن أبي جعفر محمد بن علي(٢)، رواه عن الإمام
(١) توضيح الأفكار: ٣٩٩/ ٢.
(٢) الإمام محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، أحد عظماء الإسلام وآئمة العرفان من عيون رجال الزيدية أئمة العترة النبوية، ولد سنة (٥٧) هـ بالمدينة المنورة، ونشأ بها، أخباره كثرة ومناقبه غزيرة، حكي عن جابر الجعفي الكوفي