علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الإسناد وأهميته

صفحة 141 - الجزء 1

  المؤيد بالله بسنده إليه⁣(⁣١)، وقال مطر الوراق في قوله تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ}⁣[الأحقاف: ٤]، قال: الأثارة هي إسناد الحديث.

  وقال تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ}⁣[التوبة: ١٢٢].

  وهذه الآية عامة في الحث على التفقه في الدين، والهجرة في سبيله، وروى الإمام المؤيد بالله عن الرسول ÷ قوله:

  (نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها حتى يؤديها إلى من لم يسمعها كما سمعها)⁣(⁣٢)، وروى بسنده أيضاً عن المصطفى ÷ قوله: (حدثوا عني كما سمعتم)⁣(⁣٣)، وروى القاضي العلامة المجتهد جعفر بن أحمد بن عبد السلام⁣(⁣٤) بسنده إلى الإمام علي #، وغيره عن الرسول


المتوفي سنة (١٢٨)، أنه كان يحفظ من الباقر ثمانين ألف حديث، وما سمي الباقر إلا لغزارة علمه، وقوة فهمه، كتب عنه الكثير، وألف في سيرته كتب متعدده توفي سنة (١١٤) هـ.

(١) شرح التجريد - خ - الجزء الأول.

(٢) شرح التجريد - خ - الجزء الأول، وأخرجه الترمذي: ٣٣/ ٥، والطحاوي في مشكل الآثار: ٢٣٢.

(٣) شرح التجريد - خ - الجزء الأول، وابن عساكر في تاريخ دمشق: ١٠٧/ ٤.

(٤) القاضي العلامة المجتهد جعفر بن أحمد بن عبدالسلام البهلولي، أحد علماء الزيدية العظماء، كان من عيون أصحاب الإمام أحمد بن سليمان، وفضلائهم، حتى إن الإمام عبدالله بن حمزة إذا ذكرأحمد بن سليمان والقاضي جعفراً قال: (قال الإمام والعالم) أفتى بذلك الإمام والعالم، وهو الذي أوصل كتب الزيدية وبعض كتب المعتزلة من العراق إلى اليمن في زمن الإمام أحمد بن سليمان، وتصدى للرد على المطرفيه، وغيرهم، وقد كان من رؤسائهم وله مناظرات ومؤلفات كثيرة تدل على غزارة علمه ومنها: كتاب (نكت العبادات) في الفقه، على مذهب الإمام الهادي #، وكتاب (إبانة المناهج في نصيحة الخوارج)، وكتاب (مقاود الإنصاف)،